الرئيسية صوتنا
أحداث اليوم - بقلم: محمد أبوعريضة
يقول محمود درويش:
أثرُ الفراشةِ لا يُرى
أثرُ الفراشةِ لا يزولُ
______
فكيف لك أن لا تُرى، وفي الوقت عينه تبقى دائم الحضور لا تختفي؟
هذا هو التحدي الفعلي، الذي يواجه أي رئيس تحرير لأي مطبوعة أو منشورة، يريد أن يكون رئيسًا حقيقيًا للتحرير، وليس مديرًا للتحرير، يدير مجموعة من المحررين، يعرف ما الذي يمكن أن يمر، وما الذي يُمنَّع عليه تمريره.
بهذه الروحية أحاول أن أكون رئيسًا جديدًا لتحرير الجريدة الإلكترونية أو الموقع الإخباري "أحداث اليوم". بهذه الروحية أحاول أن لا أكون مِقصًا للرقيب أو للناشر، أو أستاذًا، يجلس في برجه العاجي، يفرض نمطه في التفكير وتجريته الشخصية في العمل.
مع ذلك، كيف يمكن لي أن أحقق ذلك؟
هذا هو السؤال الذي طرحته على نفسي، حينما عرض عليَّ ناشر الموقع "أحداث اليوم" رئاسة تحرير هذه الجريدة الإلكترونية، ومع أنني كنت أستطيع التنظير كثيرًا في هذا السياق، واتحدث عن تجربتي الشخصية، وتجارب آخرين اطلعت عليها و / أو قرأت عنها، لكن لأن السؤال ملتبس، وينطوي على تعقيدات جمة، فإنني سأحاول التسلل ما بين العام والخاص، فلا أفرض نفسي، لكني لا أخفيها -أثر الفراشة-.
فهل أتمكن من ذلك؟
أم أبقى أسيرَ الماضي، أبحث فيه عن أفضل وسيلة لأكون رئيسًا للتحرير، شاقًا طريقي وسط سيرة رؤساء تحرير الصحف اليومية التقليديين،
-المحترمون المتجهمون- الذين عرفتهم خلال تجربتي المهنية؟
هي تجربة جديدة، سأحاول فيها أن لا أقطع مع الماضي، لكني لن أفرضه على زملائي، صحيح أن أطلاله محفورة بعمق في ذاكرتي، غير أن رتم الحياة السريعة تطفيء جذوة التفاصيل، وتجعل ثلاثية الدهر -اليوم والأمس والغد- تختصر المساحات، فلا تدري إن كان الأمس هو اليوم أم سيكون يوم غد.
وفي الوقت نفسه سأبحث، بقدر ما أستطيع، عن نقاط تقاطع مع الشباب، حتى لا أموت وأنا ما زلت في الستين.