الرئيسية مقالات واراء
عزز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التوترات واشعال الفتن في العالم، فزاد من مبيعات الأسلحة طيلة عهده، وبالتالي زاد في دعم مبيعات شركات السلاح متعددة الجنسيات في العالم، ومنحها الفرصة لتحقيق مزيدًا من الا{باح الطائلة في سياق خلق مناخات تفتح الأببواب على مصراعيها للنزاعات والحروب، خدمة لشركات صناعة السلاح، بسبب تغذي "الراسمالية" على الحروب والدم والموت والدمار، ووضع العالم على حافة الهاوية كسياسة رأسمالية ثابتة.
وعمل الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن على استخدام أوكرانيا كفتيل يشعل المعارك لتوريط روسيا وأوروبا، على حد سواء، بحرب استنزاف بينية، تمكن أمريكا من ايجاد المبررات لحظر النفط والغاز الروسي لرفع سعره إلى مستويات عليا، وبالتالي يصبح من المتاح استخراج النفط من الزيت الصخري، وتمكين شركات الزيت الصخري الأمريكية من استثماره وبيعه ورفع أسعاره، وتحقيق الارباح الطائلة .
كما عمل الاثنان "رامب وبايدن" على سرقة نفط وثروات وأموال وأصول وأرصدة العديد من الدول والأشخاص، بذريعة ايقاع العقوبات عليهم. وفي هذا السياق عملت أميركا على توريط روسيا بحرب استنزاف ضد أوروبا بواسطة الذراع الأوكراني، وايقظت النازية الجديدة "القوميين"، لتصبح أداتها في خوض الحرب القادمة على غرار الأصولية الدينية الجهادية الراديكالية، التي خاضت الحرب ضد سورية والعراق وليبيا واليمن الخ، نيابة عن أميركا، التي تعلمت الدرس بعد غزوها أفغانستان والعراق وتورطها العسكري المباشر، وهزيمتها وغرقها في أزمة اقتصادية عميقة، فاصبحت تخوض حروبها بالوكالة. ففي الوطن العربي، على سبيل المثال، يقتل العربي العربي الآخر ممولًا بالمال العربي، وفي اوروبا يقتل الأوروبي الأوروبي الآخر ممولًا بالمال الأوروبي، وكل ذلك يصب في نهاية المطاف ويصب مصلحة الرأسمالية الأمريكية، التي تتغذى، كما نعيد ونؤكد، على صناعة الموت والدمار، وهذا سيمكنها من الانقاض على أوروبا المدمرة، وإعادة هيمنتها، ودورها الافل كقطب دولي أوحد، ويمكنها من قطع الطريق على المشاريع الصينية الاقتصادية العملاقة .
غير أن روسيا، التي قدمت الدعم لسورية ومحورها، وعززت صمودها، وحالت دون تفكيكها، والقضاء على هذا المحور، كانت قد أعدت عدتها للمعركة وخاضتها بعقل استراتيجي دفاعًا عن أمنها القومي وتفاديًا لتعرضها وتعرض أوروبا لحرب استنزاف نازية أصولية، تكون فيها الشعوب الأوروبية الخاسر الأكبر، بسبب خوض أميركا هذه الحرب حتى اخر جندي أوكراني وأوروبي وروسي .
تشكل الهستيريا الأميركية خطر داهم يهدد السلم والأمن والازدهار والاستقرار الدولي، وتشكل العقوبات الأميركية الأوروبية عدوان غاشم على كل دولة تعرضت لها، وهي سياسات يائسة ساعية للتوتير واشعال الحروب والفتن والضغائن والأحقاد، ووضع العالم على حافة الهاوية وبالتالي التدمير الشامل، الأمر الذي يُحمِّل كل قوى التحرر في العالم مسؤولية التضامن مع روسيا ودعمها في مسعاها لكسر الهيمنة الأمريكية ووضع حدود لتوسع الحلف الأطلسي حتى لا تجد نفسها واقفة على الحياد ،بل منخرطة في المعركة الهادفة للجم الامبراطورية الأمريكية، وكسر شوكتها وتعرية أطماعها وأهدافها ضمن اطار النضال العالمي التحرري في وقت تضع أمريكا العالم أمام مفترق طرق مصيري، وتوظف كل أدواتها وعملائها كالعدو الصهيوني رأس حربتها العسكرية المتقدمة والحكام الاوروبيين الذين ثبت بشكل قاطع انهم مرتهنون لأميركا ولا يحكمون أوطانهم بنفسهم بل ينفذون الاملاءات الأميركية، التي لا تتفق ومصالح بلدانهم وشعوبهم كما فعل زيلنيسكي -كرازاي أوكرانيا-، الذي جلب الدمار لبلده للحساب الاميركي .