الرئيسية أحداث صحية
أحداث اليوم - تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، عن الداء الانحلالي لحديثي الولادة، الذي يسمى أيضًا داء الكريات الحمر الجنيني، وهو اضطراب في الدم يحدث عندما تكون فصائل دم الأم والطفل غير متوافقة.
وتوضح نشرة المعهد الأسباب الرئيسية لهذا الداء، وعلاماته وأعراضه، إضافة إلى طرق تشخيصه المختلفة، والإجراءات وأنواع العلاجات المستخدمة أثناء الحمل وبعد الولادة.
ويعد الداء الانحلالي لحديثي الولادة غير شائع نسبيًا خصوصاً في الدول المتقدمة بسبب المقدرة على الاكتشاف المبكر والعلاج. من المرجح أن يحدث أثناء الحمل الثاني أو الحمل اللاحق للأم.
الأسباب:
يحدث بسبب عدم توافق العامل الريزيسي وعدم توافق فصيلة الدم، فتقوم جزيئات الغلوبيولين المناعي (IgG) - أحد الخمسة أنواع الرئيسية من الأجسام المضادة- بمهاجمة خلايا الدم الحمراء في الدورة الدموية للجنين، فتقوم بتكسيرها وتدميرها مما يسبب انحلال الدم. يحدث هذا غالبًا عند الولادة عندما تنفصل المشيمة.
ولكن قد يحدث ذلك أيضًا في أي وقت تختلط فيه خلايا دم الأم والطفل مثلما في الإجهاض. كما قد يحدث الانحلال الوليدي في حمل لاحق في حال تعرض الجسم مرة أخرى لعدم التوافق بين العامل الريزيسي وفصيلة الدم للأم والطفل، حيث تقوم الأجسام المضادة مرة أخرى بالتعرف على خلايا الدم الحمراء غير المتوافقة ومهاجمتها.
تتراوح شدة المرض في الجنين من البسيطة إلى الحادة جدًا، ويمكن أن يموت الجنين من فشل القلب عندما يكون المرض متوسطًا أو حاداً.
العلامات والاعراض:
يمكن أن تختلف الأعراض قليلاً في كل حمل وطفل. أثناء الحمل، لن تلاحظي أي أعراض. لكن مقدم الرعاية الصحية قد يرى ما يلي أثناء اختبار ما قبل الولادة:
- لون أصفر للسائل الأمنيوسي، قد يكون هذا اللون بسبب البيليروبين. هذه مادة تتشكل عندما تتحلل خلايا الدم.
- قد يكون لدى الطفل زيادة في حجم الكبد أو الطحال أو القلب. قد يكون هناك أيضًا سوائل زائدة في المعدة أو الرئتين أو فروة الرأس. هذه علامات على استسقاء الجنين، حيث تسبب هذه الحالة تورمًا شديدًا (وذمة).
بعد الولادة، قد تشمل الأعراض التي تظهر على الطفل ما يلي:
- بشرة شاحبة المظهر، هذا بسبب فقر الدم.
- لون أصفر للحبل السري للطفل وبشرته وبياض عينيه (اليرقان). قد لا يبدو الطفل أصفر اللون بعد الولادة مباشرة. لكن يمكن أن يحدث اليرقان بسرعة. غالبًا ما يبدأ في غضون 24 إلى 36 ساعة.
- قد يكون لدى الطفل حديث الولادة زيادة في حجم الكبد والطحال.
- قد يعاني المولود المصاب باستسقاء الجنين من تورم شديد في كامل الجسم.
- صعوبة في التنفس.
التشخيص:
كيف يتم تشخيص الداء الانحلالي عند الأطفال حديثي الولادة؟
يمكن أن يسبب هذا المرض أعراضًا مشابهة لتلك التي تسببها حالات أخرى. لإجراء التشخيص، سيبحث الطبيب عن أنواع الدم التي من الممكن أن ينتج عنها المرض. في بعض الأحيان يتم إجراء هذا التشخيص أثناء الحمل، حيث يتم الاعتماد على نتائج الاختبارات التالية:
1) فحص الدم: يتم إجراء اختبار للبحث عن الأجسام المضادة الموجبة للعامل الريزوسي في الدم.
2) الموجات فوق الصوتية: يمكن أن يُظهر هذا الاختبار تضخم الأعضاء أو تراكم السوائل في الطفل.
3) فحص السائل الأمنيوسي (Amniocentesis): يتم إجراء هذا الاختبار للتحقق من كمية البيليروبين في السائل الأمنيوسي. في هذا الاختبار، يتم إدخال إبرة في جدار البطن والرحم والتي تصل إلى الكيس الأمنيوسي لأخذ عينة من السائل الأمنيوسي.
4) أخذ عينات من دم الحبل السري عن طريق الجلد( Percutaneous umbilical cord blood sampling): يتم هذه الاختبار أثناء الحمل أيضاً في هذا الاختبار، يتم تمرير إبرة دقيقة عبر البطن والرحم إلى الحبل السري، ثم يتم سحب الدم للاختبار، حيث سيتم فحص هذا الدم بحثًا عن الأجسام المضادة والبيليروبين وفقر الدم. يتم ذلك للتحقق مما إذا كان الطفل يحتاج إلى نقل دم داخل الرحم.
بعد ولادة الطفل، تستخدم هذه الاختبارات للتشخيص:
1) اختبار الحبل السري للطفل: يمكن أن يُظهر هذا فصيلة دم الطفل ونوع العامل الريزيسي وعدد خلايا الدم الحمراء والأجسام المضادة.
2) فحص دم الطفل لمستويات البيليروبين.
كيف يتم العلاج ؟
أثناء الحمل، قد يشمل العلاج ما يلي:
- المراقبة: يتحقق الطبيب من تدفق دم طفلك باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- نقل الدم داخل الرحم: يتم وضع خلايا الدم الحمراء في الدورة الدموية للطفل من خلال إبرة عبر الرحم يتم إدخالها في تجويف بطن الطفل إلى وريد في الحبل السري. قد يحتاج الطفل إلى دواء مهدئ لمنعه من الحركة. قد يكون هناك حاجة إلى أكثر من عملية نقل دم.
- تحريض الولادة المبكرة: إذا أصيب طفلك ببعض المضاعفات، فقد تحتاجين إلى الولادة المبكرة. قد يقوم مقدم الرعاية الصحية بتحريض المخاض بمجرد أن ينضج الطفل.
بعد الولادة، قد يشمل العلاج ما يلي:
- نقل الدم، إذ يمكن القيام بذلك إذا كان الطفل يعاني من فقر الدم الحاد.
- السوائل الوريدية: يمكن القيام بذلك إذا كان الطفل يعاني من انخفاض في ضغط الدم.
- العلاج بالضوء: يتم فيه وضع الطفل تحت ضوء خاص، هذا يساعده على التخلص من البيليروبين الزائد.
- المساعدة في التنفس: قد يحتاج الطفل إلى الأكسجين، في بعض الحالات يتم استخدام جهاز تنفس ميكانيكي (جهاز التنفس الصناعي) للتنفس بشكل أفضل.