الرئيسية مقالات واراء
من الواضح أن المناهج تقدم حقائق، والحقائق هي ما ثبت صحتها سابقًا! لدينا حقائق علمية متغيرة ومع ذلك نقف عندها صاغرين، وهناك حقائق جغرافية حول التضاريس والمناخات والثروات، وهي حقائق متغيرة أيضًا. ولدينا حقائق لغوية ثابتة يعاقب من يخطىء فيها. وحقائق تاريخية ودينية ورياضية كلها حدثت في الماضي!
فإذا فتحنا كتب الأدب واللغة وجدنا أفعالًا مثل: قال، أنشد، كتب، ويحدثك عن مناسبة قصيدة كتبت في الماضي، وتتحدث عن عشقٍ سابق أو مدح أو هجاء شخص سابق ولا يكاد يتحدث عن الحاضر، أما أدب المستقبل فليس من اهتمام المؤلفين أو العباقرة الذين اختاروهم!!
وفي التاريخ ،حدث ولا حرج: بطولات ماضوية كُتِب معظمها بسلطة صاحب سلطة!
وفي الرياضيات لن تجد سوى مسائل ماضوية تطلب إجراء حسابات حدثت في الماضي مثل،
ربح تاجر، شرب علبًا من العصير، وزع أب ثروته.. الخ، ولم يدر ببال مؤلف أو العبقري الذي اختاره
أن ينقل الطلبة إلى حسابات مستقبلية مثل ، بيت المستقبل
مشروع المستقبل، تطورات هندسة الطرق والمطارات والعمارات في المستقبل،!
إنهم يثبتون الطلبة في دهاليز الماضي!
وهكذا، يحصل في جميع المواد الدراسية!!
طبعًا هذا لا يعني أننا نرفض حقائق الماضي في كتبنا، ولكننا ندعو إلى أن تمتد الحقيقة إلى المستقبل!! مثل
كيف ستكون أماكن العبادة مستقبلًا في ظل تقلص قيمة المكان؟
ما شكل بيوت المستقبل وكلفتها في ضوء تقلص حجم الأسرة؟
كيف ترى أدوار الأسرة في المستقبل؟
هل سنرى معلقات شعرية طويلة
في المستقبل؟
إذا كان التعليم هو الحياة، فإن الطلبة يحتاجون مهارات مستقبلية تتعلق بوعي التغيير وتخطيطه ، وتوقع المستقبل، وصناعته! هل هذه معادلة معقدة؟
الطفل يعيش في الحاضر من أجل المستقبل، لكن علماء التربية
وعباقرتها ممن يطفون على السطح، يستسهلون الحديث عن الماضي على طريقة درء المخاطر!
ولذلك يعشقون أفعال الماضي على طريقة سكِّن تسلم! والباب اللي بيجي منّه الريح سِدّْه واستريح!
بلاوينا في الأردن ليست في ضعفنا، لكن في عبقريتنا في اختيار من لا علاقة له بالموضوع المكلف بتطويره!
قال وزير:
مادام الأمر على ما اعتدناه يسير
فعلامَ التغيير؟
قال الراوي:
الإبداع : أن تخلق ألف طريق لتغيير الأوضاع!!
متى قومي يستفيقون!!