أحداث اليوم - كتب :حازم الصياحين

دولة بشر قبل أن تشارك الدبكة برفقة وزير الداخلية بامسيات رمضان بمدينة الحسن الرياضية باربد تمنيت لو شاركت الناس همومهم واوجاعهم وانينهم بالأسواق وسمعت لهم

دولة بشر موجة الغلاء دفعت بالناس لشراء البندورة المخمجة والتالفة الا تعلم أن موجة الأسعار اثقلت كاهل أرباب الأسر وجعلت منهم مسحوقين مهمومين لا حول لهم ولا قوة سوى الحسرة والتحسر بصمت فمائدة إفطار أسر كثيرة اختصر بها صحن السلطة بزر بندورة واحد ودولتك منتشيا بالدبكة

دولتك حكومتك تحدثت على لسان وزير الزراعة ان تصدير الخضار للكيان المحتل مصلحة وطنية فأين نحن من كل ذلك بعد أن أصبح زر البندورة يأخذ جانبا من حديث وتفكير الأردنيين

نعم دولتك كانت فرحتك كبيرة وظاهرة وتملأ السماء فمحياك وملامحك كلها بهجة في شهر الطقوس الدينية

دولتك تمنيت لو شاركت أيتام افطارهم لترسم على وجوههم الفرحة

دولتك تمنيت لو تخصص من وقتك ووقت وزير الداخلية لتطلع بأم عينك على حالة الارتفاع الجنونية التي طالت أسعار اللحوم والدواجن والخضار فرب الأسرة لعائلة من ٤ أفراد لا يستطيع شراء كيلو لحمة بعد تفاقمت أسعارها من قبل الحيتان وغياب الحكومة عما يحصل من فلتان واستغلال فاحش

دولة بشر حتى لا نكون سوداويين فإن فرحتك ودبكتك في غير محلها فهذه الفرحة تكون حين تنتصر لهموم الناس وتخفف من الغلاء الذي طال المحروقات والبنزين وهذه الفرحة مباحة حين نحقق إنجازات واعدة لمشاريع وبنى تحتية وطنية تسهم بنهضة حقيقية على صعيد الصحة والتعليم والخدمة فحجم الترهل واللامبالاة واللامسؤولية والتباطؤ والتاخر والفساد يضرب كل مكان

دولتك سنشاركك الدبكة حين نشاهد مشاريع وطنية واعدة ونهضة بقطاع النقل ليس على شاكلة الباص السريع وإنما بسكك حديدية تربط الشمال بالجنوب والعاصمة وحين ننجز مشروع طاقة نووي للكهرباء لخفض سعرها على الشعب فخالد طوقان لا يزال يحدثنا عن المشروع المنتظر بعد أن تنعمت الدول منذ عقود بمزايا الكهرباء المصنعة من محطات الطاقة النووية

دولتك نعم واقعنا مؤلم ومبكي ومحزن فلا بواكي لنا واليأس والاحباط تسلل للداخل وما عليك إلا أن تسأل عن الأسباب لعلك تجد ضالتك في وطن كما يقال تغيب فيه الولاية العامة والقرار في قضايا كثيرة يحتاج لمنجمين وكهنة لمعرفة مبرراتها خصوصا في التعيينات العليا والمناصب وتوزيع الكراسي والمحاصصة

دولتك نعم الان فرحتك أثبتت اننا بخير والف خير فالليالي الملاح لها دلالات ومؤشرات إلى أين نسير وما نحن عليه مقبلين

دولتك بعد الدبكة لا شك أن العرق قد سال على وجنتيك من شدة الفرحة بالمنجز اي الأمسية لكن ذات العرق يتصبب يوميا على جباه الأردنيين الصامدين الباحثين عن ارزاقهم في وقت قتل الغلاء احلام الناس فالراتب يتبخر في أول أيامه فيما الشباب الباحثين عن فرص العمل لا نصير لهم
دولة بشر ومعالي مازن الفراية هنيئا لكم بهذه الفرحة