الرئيسية أحداث فلسطين
أحداث اليوم - حاول وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن يميز بين دعم بلاده للقضية الفلسطينية وعلاقاتها بإسرائيل، في رام الله بعد لقائه نظيره الفلسطيني رياض المالكي، بالقول إن الدعم التركي لفلسطين لن يتراجع حتى بعد ذوبان الجليد في العلاقات مع إسرائيل. وأضاف للصحافيين: «دعمنا للقضية الفلسطينية مستقل تماماً عن مسار علاقاتنا مع إسرائيل». وأكد الوزير التركي، أن «التنسيق مع الجانب الفلسطيني متواصل بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل». وأضاف: «تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين في كفاحهم من أجل دولة مستقلة ذات سيادة».
ووصل أوغلو إلى رام الله في مستهل جولة تقوده اليوم إلى إسرائيل كذلك. وقال المالكي: «تباحثنا الهم العام والانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية»، وأشاد بزيارة جاويش أوغلو ووصفها بأنها «تاريخية»، حيث وقعت تركيا والفلسطينيون تسع اتفاقيات تعاون أثناء الزيارة. وقال المالكي بعد الاجتماع، إن ما سمعه نظيره التركي، عزز الموقف الفلسطيني وما يفعله الفلسطينيون لتحقيق الحرية والاستقلال.
وأثناء لقائه المالكي، اتفق الطرفان على عقد للجنة الوزارية التركية الفلسطينية المشتركة العام القادم. وتضم اللجنة، المشكلة منذ عام 2010 ممثلين عن مؤسسات ووزارات تركية وفلسطينية، وعقدت اجتماعها الأول في العاصمة التركية أنقرة. وجاء الاتفاق على ذلك ضمن اتفاق أوسع لزيادة العلاقات التجارية بما يشمل إنشاء مدينة صناعية في مدينة جنين بالضفة الغربية. كما تمت مناقشة زيادة التعاون بين الوكالة التركية للتعاون والتنسيق (تيكا) والسلطات الفلسطينية، إضافة إلى زيادة المنح الدراسية المخصصة للطلبة الفلسطينيين في تركيا، ودعم القطاع الزراعي. وفي إشارة إلى اتفاقية إنشاء المنطقة الصناعية، قال أوغلو في مؤتمر صحافي: «صدرت الأوامر اللازمة لتنفيذ هذه الاتفاقية». وقال كذلك إن تركيا تسعى إلى توقيع اتفاقيات تجارية ثنائية مع الفلسطينيين بهدف رفع التبادل التجاري السنوي إلى ملياري دولار.
من جهة أخرى، يكتسب لقاء أوغلو مسؤولين إسرائيليين، اليوم، أهمية أكبر، باعتبارها تأتي بعد قطيعة دامت 15 عاماً. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن زيارة جاويش أوغلو، تهدف إلى دفع وتعزيز العلاقات بين البلدين في أعقاب زيارة الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ إلى تركيا، واجتماعه مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان في مارس (آذار) الماضي، وهي الزيارة التي أسست لصفحة جديدة من العلاقات.
واستقبل الوزير التركي في مطار بن غوريون، أمس، من قبل عدد من الشخصيات الدبلوماسية الإسرائيلية، يتقدمهم رئيس المراسيم في وزارة الخارجية والمسؤولة عن السفارة الإسرائيلية في أنقرة، إيريت ليليان إلى جانب المسؤول عن السفارة التركية في إسرائيل. وبحسب مصادر إسرائيلية، فإن جاويش أوغلو سيناقش في إسرائيل مع وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد عودة السفراء بين البلدين بعد الأزمة بين إسرائيل وتركيا، كما سيلتقي وزير السياحة يوئيل رازفوزوف.
وقال المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية ليؤر خياط، إنها زيارة مهمة للغاية «كجزء من عملية دفء العلاقة بين البلدين». وبحسب مصادر إسرائيلية، فإنه من المتوقع أن يثير جاويش أوغلو ملف خط الأنابيب الذي تهتم تركيا ببنائه من احتياطات الغاز الطبيعي، من إسرائيل إلى أراضيها ومن هناك إلى أوروبا. ولا يعرف إلى أي حد ستنجح الزيارة في إعادة السفراء، في ظل تقارير إسرائيلية حول ربط إسرائيل ذلك بإيفاء أنقرة بوعودها فيما يتعلق بوجود حماس في تركيا. وفي الأشهر القليلة الماضية، رحلت تركيا مسؤولين ونشطاء حماس من أراضيها، وطلبت إسرائيل طرد المزيد.
ويتضمن برنامج اليوم في إسرائيل، زيارة سيقوم بها الوزير التركي للمتحف ياد فاشيم الخاص بضحايا المحرقة النازية، ومن المقرر أن يجري زيارة خاصة للبلدة القديمة في القدس والحرم القدسي دون حضور إسرائيلي، وكان ذلك مفترضاً في رمضان، وتم تأجيل ذلك لأن إسرائيل لم ترغب في إثارة المزيد من التوتر خصوصاً أن نقاشاً دار حول الجهة الأمنية التي ستتولى حمايته.