الرئيسية أحداث اقتصادية
أحداث اليوم - أكد نائب رئيس المفوضية الأوروبية/ الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والدور الكبير لهذه الوصاية بالحفاظ على هذه المقدسات.
وأوضح، أن الأردن عامل استقرار رئيسي في المنطقة، ويلعب دورا مهما ومقدرا ومدعوما من الاتحاد الأوروبي لإحلال السلام والاستقرار، لافتا إلى وجود تنسيق ومحادثات ولقاءات مستمرة بين الجانبين لهذه الغاية.
وقال بوريل إن الاتحاد الأوروبي والأردن وقعا اتفاقية الشراكة بينهما في عام 2002، وكان الأردن أول دولة متوسطية شريكة تختتم مفاوضات فنية، أدت إلى "وضع متقدم" للأردن مع الاتحاد الأوروبي عام 2010، مضيفا "أننا نتشارك في رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط ما يسلط الضوء على المنفعة المتبادلة لشراكتنا المستمرة".
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال بوريل إن الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للأردن، حيث استحوذ على 14.7 بالمئة من تجارته في عام 2020، مشيرا إلى أن 20.6 بالمئة من واردات الأردن جاءت من الاتحاد الأوروبي، و2.1 بالمئة من صادرات الأردن ذهبت إلى الاتحاد الأوروبي، وكشف أن إجمالي التجارة في السلع عام 2020 بين الأردن والاتحاد الأوروبي بلغ 3.4 مليار يورو.
وأشار إلى أن الاردن والاتحاد الأوروبي يرتبطان بشراكة قوية ومتبادلة وهي أول دولة في الجوار الجنوبي يوقع معها الاتحاد الأوروبي أولويات الشراكة الجديدة، وأول دولة من دول الجوار نعقد فيها اجتماع الشراكة بين المملكة والاتحاد الأوروبي، الذي انعقد في البحر الميت الخميس الماضي، الأمر الذي يعكس العلاقة المتميزة والشراكة المتينة والصداقة المستمرة بين الجانبين.
وعرض لأولويات الشراكة مع الأردن للسنوات المقبلة، والتي ترتكز في قطاعات رئيسية هي الاستقرار والأمن الإقليميين، بما فيها مكافحة الإرهاب والاستقرار الاقتصادي، وهو مهم لتحقيق الاستقرار السياسي وتقوية وتعزيز الحوكمة الرشيدة والإصلاحات الديمقراطية وحقوق الإنسان، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي سيدعم أولويات الشراكة والتعاون الإقليمي وتطوير الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وإدارة الموارد المائية، ومنها الدعم لجلب المياه من البحر الأحمر إلى عمان في مشروع مبتكر ضمن خطة الاستثمار الأوروبية.
وبين بوريل أنه خلال السنوات القليلة الماضية، قدم الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أيضًا 841 مليون يورو لمساعدة الأردن على مواجهة العواقب الصحية والاجتماعية والاقتصادية لوباء كورونا، وتم توفير المعدات الطبية والتدريب، وأكثر من 430 ألفا من اللقاحات عبر منصة كوفاكس.
وقال إن مخصصات الاتحاد الأوروبي الثنائية للأردن للفترة 2021-2024 تبلغ 364 مليون يورو، وستسكمل برامج أخرى، وسيتم توجيه التمويل لدعم الاردن في تحوله الأخضر والرقمي ولمعالجة البطالة لا سيما بين الشباب والنساء، وتحفيز ريادة الأعمال وتحسين الحماية الاجتماعية ومساعدة الفئات الأكثر ضعفا ومواكبة الإصلاحات السياسية.
وأضاف أن رسالتنا من خلال زيارتنا للأردن وعقد مجلس الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، أن الأردن يمكن أن يستمر بالاعتماد على صداقة ومساعدة الاتحاد الأوروبي كشريك قوي وصادق في أوقات الرخاء والشدة.
وأكد أهمية منصة الاستثمار بين الأردن والاتحاد الأوروبي، التي تم إطلاقها على هامش اجتماع مجلس الشراكة الرابع عشر بين المملكة والاتحاد الأوروبي، يوم الخميس الماضي، والتي يمكنها الاستفادة من استثمارات تصل قيمتها إلى 2,5 مليار يورو.
وأكد دعم الاتحاد الأوروبي للأردن للتخفيف من انعكاسات وآثار الحرب بين روسيا وأوكرانيا عليه، مبينا أنه سيتم تقديم 25 مليون يورو للمملكة من مرفق الغذاء والقدرة على الصمود لشركائنا الجنوبيين للتعامل مع تأثير هذه الحرب، إضافة إلى تقديم 24 مليون يورو لتوسيع الحماية الاجتماعية للفئات السكانية الضعيفة في المملكة.
وأشار إلى أن مساعدات الاتحاد الأوروبي للأردن خلال السنوات 2014-2020 والبالغة 2.8 مليار يورو، أسهمت بإصلاح القطاعات الرئيسية للاقتصاد، وتعزيز سيادة القانون، ورفع مستوى النقل، ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من القطاعات الحيوية.
وفي رده على سؤال، حول عملية السلام والوضع في الأراضي المحتلة، عبر عن أسفه لتراجع الزخم من قبل المجتمع الدولي وتناسي الوضع في فلسطين وأهمية معالجته وتوقف المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إضافة إلى الأحداث التي نشهدها على الأرض من استمرار للاستيطان وغيره، مؤكدا أهمية وقف هذه الإجراءات والالتزام بالقانون الدولي، وأن يقوم المجتمع الدولي بدوره في هذا الإطار.
وأشار إلى استمرار الاتحاد الأوروبي ببذل الجهود لتحقيق السلام ومعالجة الوضع المالي للسلطة الفلسطينية، لافتا إلى أهمية الدور الذي تقوم به وكالة "الأونروا" في خدمة شريحة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين.
ولفت بوريل إلى استمرار الاتحاد الأوروبي، وهو مانح رئيس للأونروا، بدعم الوضع المالي للوكالة لتمكينها من الاستمرار بدورها، موضحا أن الاتحاد الأوروبي لم يتوقف عن الدعم، حتى عندما قررت بعض الدول وقف المساعدات المالية للأونروا.
وأكد أهمية الدور الإنساني الذي يضطلع به الأردن في استقبال وإيواء وخدمة اللاجئين السوريين، والعبء الذي يتحمله في هذا الجانب، مشددا على حرص الاتحاد الأوروبي على مساعدة الاردن لتحمل تبعات اللجوء.
يشار إلى أن الاجتماع الرابع عشر لمجلس الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، انعقد الخميس الماضي، في منطقة البحر الميت، وهي المرة الأولى التي يتم عقد اجتماعات مجلس الشراكة في دولةٍ شريكةٍ من دول الجوار الجنوبي للاتحاد الأوروبي.