الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم - كشف موقع ” أكسيوس” الأمريكي، الخميس، أن حالة من السخط تسود أوساط القيادة الفلسطينية، تجاه سياسة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال الموقع إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في اتصال مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إنه “محبط من سياسة بايدن”.
وأضاف عباس لبلينكن، وفق الموقع: “انتهيت.. هذه هي النهاية”، وإنه إذا لم يتغير الوضع، فإن “الأوضاع قد تتجه إلى التصعيد”.
ويشتكي الفلسطينيون من غياب الأفق السياسي، وتنصل إسرائيل من مبدأ “حل الدولتين”، وغياب أي ضغوط أمريكية أو دولية عليها، لإجبارها على العودة للمسار السياسي.
كما تشهد الأراضي الفلسطينية تصعيدا من السلطات الإسرائيلية، بلغت ذروته في اقتحامات المسجد الأقصى خلال الأسابيع الماضية، وأداء صلوات دينية يهودية في ساحاته، والاعتداء على المصلين الفلسطينيين واستمرار البناء الاستيطاني.
كما تشهد مدن الضفة الغربية، اقتحامات شبه يومية من قبل الجيش الإسرائيلي، يتخللها اشتباكات تؤدي غالبا إلى مقتل وإصابة فلسطينيين.
وفيما يبدو أنه خطوة لطمأنة الفلسطينيين، أعلنت الولايات المتحدة الخميس، عن تغيير اسم “وحدة الشؤون الفلسطينية في السفارة الأمريكية”، إلى “المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية”.
وقالت إن المكتب، خلافا لوحدة الشؤون الفلسطينية، التي كانت تتبع للسفارة الأمريكية، سيرفع تقاريره مباشرة إلى وزارة الخارجية الأمريكية.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، قد قرر إعادة فتح القنصلية الأمريكية العامة بالقدس، بعد أن أغلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2019، لكنه لم يحدد موعدا لتنفيذ القرار، وهو ما يثير سخط القيادة الفلسطينية.
ويقول خبراء إن سياسة بايدن تجاه الملف الفلسطيني الإسرائيلي، لا تختلف عن سابقه دونالد ترامب جوهريا، فكلاهما منحازان لإسرائيل.
وفي هذا الاطار ترصد الأناضول أهم القرارات بين إدارتي الرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب:
** إدارة ترامب:
– في 6 ديسمبر/كانون الأول 2017، أعلن ترامب اعتراف إدارته بالقدس بشقيها الشرقي والغربي “عاصمة لإسرائيل”؛ ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
– في 14 مايو/أيار 2018 نقلت الولايات المتحدة سفارتها فعليًا من تل أبيب إلى مدينة القدس.
– في 1 سبتمبر/أيلول 2018 قررت إدارة ترامب، وقف كامل دعمها إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
– في 25 أغسطس/آب 2018 قرر ترامب وقف الدعم المالي المقدم إلى السلطة الفلسطينية.
– في 7 سبتمبر 2018 أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية حجبها 25 مليون دولار، كان من المقرر أن تقدمها مساعدة للمستشفيات الفلسطينية في القدس.
– في مطلع فبراير/شباط 2019 أوقفت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، جميع المساعدات المقدمة لقطاع غزة والضفة الغربية.
– في مطلع سبتمبر 2018 ، أعلنت واشنطن إغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية لديها، وإغلاق الحسابات المصرفية للمنظمة وطرد السفير.
– في 15 سبتمبر 2018، أعلنت اقتطاع 10 ملايين دولار من تمويل برامج شبابية فلسطينية.
– في 4 مارس/آذار 2019، أعلن عن دمج القنصلية الأمريكية مع السفارة بالقدس.
– في 28 يناير/كانون الثاني 2020 أعلن ترامب “صفقة القرن” في مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض، والتي وتتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
** إدارة بايدن:
تفاءل الفلسطينيون بخسارة ترامب الانتخابات، وفوز بايدن، الذي قال خلال الحملة الانتخابية إنه يدعم خيار الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)،عبر المفاوضات، كما وعد بإعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية، وفتح مكتب منظمة التحرير، وإعادة المساعدات للفلسطينيين، ومعارضة عزم إسرائيل ضم الأراضي وبناء المستوطنات.
لكن بايدن قال إنه لن يتراجع عن قرار ترامب نقل السفارة إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
ومنذ ذلك الحين، يقول الفلسطينيون إن إدارة بايدن لم تف بوعودها، باستثناء استئناف تقديم المساعدات المالية.
– في 7 أبريل/ نيسان 2021 أعلنت إدارة بايدن تخصيص 235 مليون دولار مساعدات اقتصادية وتنموية للفلسطينيين ووكالة غوث اللاجئين “أونروا”، بالإضافة إلى 15 مليونا سبق تقديمها لتوفير لقاح فيروس كورونا.
– في 15مايو/ أيار تلقى الرئيس الفلسطيني أول اتصال من نظيره الأمريكي جو بايدن.
– في 21 سبتمبر 2021 قال الرئيس الأميركي إن دولة فلسطينية ديمقراطية ذات سيادة هي “الحل الأفضل” لضمان مستقبل إسرائيل.
لكنه أضاف أن “التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا جدال فيه ودعمنا لدولة يهودية مستقلة لا لبس فيه”.
– في 5 أكتوبر/ تشرين أول 2021 التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي مبعوث الإدارة الأمريكية هادي عمرو.
– في 22 مارس/آذار 2022 التقى الرئيس عباس، هادي عمرو نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي مبعوث الإدارة الأمريكية، في رام الله.
– أعلنت وحدة الشؤون الفلسطينية بالسفارة الأمريكية في القدس (تحولت الخميس إلى مكتب الشؤون الفلسطينية) أن “نقاشا مثمرا (جرى) بين هادي عمرو وقادة من قطاع الأعمال إسرائيليين وفلسطينيين.
وتابعت في تغريدة: “إن دفع عجلة التنمية الاقتصادية والتحسينات الملموسة على المدى القريب وما بعده، هما المفتاح لضمان إجراءات متساوية من الحرية والأمن والازدهار للجميع”.
– في 27 مارس التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في رام الله.
– في 5 مايو الماضي قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، توم نايدز، لموقع “أكسيوس” الأميركي، إنه ومسؤولين آخرين بالإدارة الأميركية أوضحوا للحكومة الإسرائيلية أن الإدارة تعارض بناء مستوطنات جديدة، كما أنهم طلبوا منها عدم المضي قدماً في خططها.
– في 13 مايو تجنب الرئيس بايدن، إدانة أعمال العنف التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال مراسم جنازة الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، في مدينة القدس المحتلة.
– 9 يونيو/حزيران 2022، قررت واشنطن تحويل وحدة الشؤون الفلسطينية في السفارة الأمريكية إلى مكتب الشؤون الفلسطينية، وقالت إنه سيرفع تقاريره مباشرة إلى وزارة الخارجية الأمريكية.
** المالكي: لا نريد أن نصل لإعادة النظر في العلاقة
في حوار سابق أجراه في مايو 2022 مع الأناضول، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن بلاده تشعر أن هناك تراجعا في بعض الالتزامات التي قطعتها إدارة بايدن.
وأضاف: “لا نريد أن نصل لمرحلة إعادة النظر في العلاقة، نريد أن نعطي فرصة أخرى تثبت فيها الإدارة الأمريكية أنها لا تكيل بمكيالين ولا تتعامل برؤيا مختلف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية”.
ووصف الوزير الموقف الأمريكي بـ”الخجول والتقليدي”، وقال إن “الولايات المتحدة توفر الدرع الواقي لإسرائيل من المحاسبة والمساءلة”.
**حالة استياء
في هذا السياق، يقول عبد المجيد سويلم، الخبير السياسي الفلسطيني، إن هناك فعليا حالة من الاستياء لدى السلطة الفلسطينية من سياسة الإدارة الأمريكية، عبر عنها الرئيس عباس غير مرة، كان آخرها ما نشره موقع ” أكسيوس”.
وأضاف للأناضول: “الإدارة الحالية لم تحرك ساكنا، وتتبنى المشروع الصهيوني الإسرائيلي، وتراجعت عن وعود قطعتها للفلسطينيين”.
وأشار سويلم إلى أن إدارة بايدن تتعامل مع الملف بازدواجية، حيث تحثّ الفلسطينيين على المضي في خطوات، بينما تغض الطرف عن الانتهاكات والخطوات أحادية الجانب.
وقال: “ما الذي يمنع إدارة بايدن من إعادة فتح القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية؟ أو رفع منظمة التحرير عن قوائم الإرهاب، بينما ترفع منظمة كاخ الإسرائيلية؟”.
وتابع: “السياسة الأمريكية سواء في العهد الجمهوري أو الديمقراطي تنتهج أسلوب المراوغة والتضليل والخداع”.
وبيّن أنه لا فروق جوهرية بين الجمهوري والديمقراطي تجاه إسرائيل؛ الجمهوري حليف فكري وأيديولوجي، في المقابل الديمقراطيين حليف سياسي، وهذا ليس أقل أهمية”.
وتابع: “ما الفرق بين إدارة دونالد ترامب، وجو بايدن؟، الاختلافات في الدرجة وليس في النوع”.
** خيبة أمل
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخليل (جنوبي الضفة)، بلال الشوبكي، إن القيادة الفلسطينية أصيبت بخيبة أمل من إدارة بايدن بعد أن عوّلت عليها لفتح مسار سياسي جديد مع الجانب الإسرائيلي.
وقال للأناضول: “من الواضح أن بايدن غير معني بالتراجع عن الخطوات التي اتخذها ترامب”.
وتابع: “القيادة الفلسطينية بنت آمالا بأن تلعب الإدارة الأمريكية دورا لإعادة إحياء عملية السلام، والايفاء بالوعودات، لكن على الأرض وجدت تراجعا في الدور الأمريكي”.
وقال: “الإدارة الحالية وسيط منحاز لإسرائيل، وحتى دون ذلك، بينما الإدارة السابقة كانت حليف لإسرائيل وليست وسيطة”.
ويقارن الشوبكي بين الإدارتين بالقول “لا يوجد فروقات بين الحزبين، كل الإدارات الأمريكية إما أن تمارس عملية ضبط كامل للفلسطينيين، وإجبارهم على مسارات معينة كما حصل في كثير من الأحيان دون ضغط على الإسرائيليين، أو يتم إلهاء الفلسطينيين بمسار تسوية لن يفضي لشيء”.
وتابع: “الفروقات داخلية، لكن في العلاقات الخارجية لا تذكر الفروقات”.-(الأناضول)