الرئيسية مقالات واراء
عملة البتكوين، هي عملة مشفرة تم اختراعها عام 2008 من قبل مجموعة مجهولة من الأشخاص، عرفوا بإسم ساتوشي تاكاموتو، بدأ استخدامها عام 2009 عبر برنامج مفتوح المصدر. وهي عملة رقمية لا مركزية أي لا تحتاج إلى بنك مركزي، ويجري التعامل بين العملاء بشكل مباشر من دون وساطة عبر شبكة بيتكوين. يتم التأكد من الحوالات باستخدام حوالات التشفير، ويتم انشاء البيتكوين في عملية تعرف بالتعدين، وهو مصطلح مجازي لانشاء وحدة البيتكوين وهي تعبر عن سلسلة من العمليات الحسابية المعقدة على أجهزة الحاسوب، وتستهلك كميات هائلة من الكهرباء وهذه من العيوب التي تؤخذ عليها بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في عمليات مشبوهه.
على العموم هذه العملة المشفرة ليس عليها أي طلب مستقر، فهي لا تخضع لقاعدة دولة أو اقتصاد دولة يمكن في اطاره قبولها، كما أنها ليست مغطية بالذهب. وستتنافس في القريب العاجل مع العملات الوطنية التي ستصبح رقمية بدورها على الأقل العملات العالمية مثل اليورو والين والدولار. وهنا ستبدأ المعضلة، فبعض الدول التي تحظى بسيادة اقتصاد مستقل كالصين وروسيا، ستحظر التعامل مع البيتكوين لأنها غير قادرة على التحكم بها كدول اقتصادها مركزي كالصين مثلاً. أما حيادية العملة فهي غير صحيحة، فقد أثبتت العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بأنها خضعت للغرب، وقامت بدورها بحظر بعض الحسابات لبعض المستثمرين الروس التي طالتهم العقوبات، وبالتالي هذا يثبت زيف ادعائاتها واستقلاليتها عن دوائر
صنع القرار الغربي. فالمسألة إذن بيد الغرب بالكامل. أما حقيقة هذه العملة، فما هي إلا زيف وخداع يستخدمها أباطرة المال العالمي من البورجوازيات الطفيلية للمضاربة في البورصة وتحقيق الأرباح الخيالية بشكل قانوني، وأخذ هذه الأموال من البسطاء الذين يهرولون في شرائها بفتات المال الذي لديهم من أجل الربح السريع والجشع والطمع في زيادة أموالهم، وبالتالي يخسرونها لصالح سادة المال وبدون معرفة الأسباب. فالتعامل في بورصة البيتكوين هو مقامرة لا يعرف فيها المتضارب كيف ترتفع وكيف تخسر.
لهذا فهي قد تستخدم لغسيل الأموال أو التجارات الممنوعة، وغيرها بشكل قانوني. فلا أعتقد بإن للبيتكوين مستقبل في قادم الأيام، بل هو فقاعة وستنتهي كما بدأت.