الرئيسية مقالات واراء
جماعة نجحت في ضبط إيقاع المجتمع عبر عشرات السنين، فأعاقت تقدمه، وإذا تقدّم خطوة أعادته خطوات!! نسلت من فئة حرّمت شرب القهوة، واستخدام الراديو، واستخدام الهاتف، شيطنت التلفزيون، وردعت ارتداء النظارة، قاومت فتح مدارس البنات …إلخ.
كلما قيل: نريد تغيير خطابنا المجتمعي والتربوي، يرفعون بوجهك شعار ثوابت القيم والأخلاق وغيرها! يؤزّمون المجتمع في كل أمرٍ تافه ووضيع! ويترحّمون على موت الآخر أو حتى موت المسلم غير الخاضع لفكرهم! ويُقحمون دور الفتوى والمراجع المختلفة دعمًالمواقفهم! وفي الأسبوع الأخير فقط شنّوا ثلاث غزوات على رياض الأطفال: غزوة الأوقاف، وغزوة مناهج الرياض، وغزوة الرقص الفاضح لأطفال الروضة!
قالوا في الأخير: كل الرقص فاضِح، ولا يوجد رقصٌ غير ذلك!
والرقص لم يكن في حضارتنا! مع أنه كان قبل الإسلام وفي عزّ الحضارة الأموية والعباسية! أربكوا وزارة الأوقاف، وهي مؤسّسة دينية محترمة، وأربكوا وزارة التربية والتعليم وهي وزارة خاضعة لفكرهم منذ سنوات فسارعت إلى تشكيل لجنة تحقيق في جريمة رقص فاضح لأطفال الروضة، وقبلها أشغلوها في صور طفلين متشابهين! شنّوا غزوة على المركز الوطني للمناهج متّهمينه بالتشيّع!استذكروا سيداو، والنوع الاجتماعي ومشروعاته في وزارة التربية، ومنذ تلك الغزوة لم نسمع عن مشروعات النوع الاجتماعي: لا من الغُزاة، ولا ممن تعرضوا للغزو!!
انتهت مشكلاتهم مع الأوقاف والتربية، فقنصوا مؤسّسة وطنية ثقافية، لم يعرف عن مؤسّسة شومان سوى النجاح والخدمة المجتمعية!
اكتشفوا عبر رواية درامية لمواطن أن صورة تضم طفلًا مع سيدتين!فهبّ إعصار جديد، شارك فيه جاهلون وعقلاء، فتم تشكيل لجنة تحقيق، وكشفت المسافة التي لا يمكن تأويلها في صورة عادية! وبين خيال مريض متصيّد!
والغريب أنّ أحدًا من فرسانهم لم يعتذر لزيف الرواية! واكتفوا بأنهمأرعبوا وزارتين، ومؤسّسة ثقافية في أسبوع واحد!
المهم، سؤال: هل هم في ذلك يهدفون إلى إرهاب الحكومة والمجتمع؛ لكي يتأدبوا مستقبلًا، ولكي لا تفكر حتى بحرية أطفال الروضة؟ أم يهدفون إلى تضليل المجتمع وإبعاده عن أولويات مهمة؟هل اتفقوا مع الحكومة على تمرير الحلف؟
بالمناسبة: لم أسمع أيًّا منهمناقش قضية القتل الجامعي، أو قضية قتل الأخ لأخته!هل ترون ذلك أنها حقًّا أولويات؟
ماذا تسمّون هؤلاء؟!
صباح الخير