الرئيسية مقالات واراء
نعود مرة اخرى لظاهرة التهافت التطبيعي العربي الخطير، ففي أيام الزمن الجميل، زمن المد القومي العروبي الناصري، كان كل المطبعين يختبئون كالفئران في جحورهم ، ولم يكن أحد يجرؤ على الظهور، ادراكا بدهيا منهم بان التطبيع خيانة عظمى، أما في هذا الزمن ، زمن الهزائم والانهيارات العربية، لم يعد هناك من يردع هؤلاء المجردين من كل الاعتبارات الوطنية والقومية والأخلاقية، فأصبحوا يصطفون بالدور للحصول على مباركة الإدارة الأمريكية واللوبي الصهيوني، وأصبحنا نلهث كسياسيين وباحثين ومؤرخين وراءهم لاحصائهم وتوثيق انحرافاتهم، فيا لهذا الزمن الغريب العجيب.
مؤسف أن نعترف أن السياسات الأمريكية –الصهيونية الهجومية في جبهة التطبيع نجحت إلى حد مقلق في اختراق هذه الجبهة، الأهم والاخطر في المواجهة العربية التاريخية للمشروع الصهيوني، كما نجحت على نحو أخطر في بث الفتن والجدالات الداخلية في الأوساط السياسية والأكاديمية والثقافية وغيرها في الدول والمجتمعات العربية، الأمر الذي ترك ويترك وراءه حالات من الصراعات والانشغالات الداخلية العربية في الوقت الذي كان يجب ان ينشغل العرب أكثر بالمضامين الحقيقية للصراع، وبكيفية التصدي لهذا الهجوم الأمريكي –الصهيوني، الذي يستهدف تفكيك أهم وأخطر جبهة مناهضة وممانعة عربية في وجه تطبيع" إسرائيل" في المنطقة...!
وخلاصة القول في المشهد: إن فيروسات التطبيع العربي كأنها فيروسات صهيونية زرعت في صلب هؤلاء العرب، إنه تطبيع عربي انهزامي غير طبيعي مع "أسرائيل" في زمن الحروب الاستعمارية الصهيونية-الأمريكية المفتوحة على فلسطين والأمة بكاملها...!.