الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - على الرغم مما يؤكده خبراء أوبئة واختصاصيون من أن موجة كورونا قادمة في الطريق إلى المملكة، بعد تغير المؤشرات الوبائية وارتفاع الإصابات لتجاوز حاجز الألف إصابة أسبوعيا، فضلا عن تحذيريات المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات من ضرورة توجه المواطنين للحصول على فحوصات الـ”بي سي آر” المجانية عبر مراكز وزارة الصحة، للتأكد من الوضع الوبائي في المملكة، لكن المؤشرات الوبائية تشير إلى أنه حتى لو كانت هناك موجة ستكون ضعيفة لاعتبارات، أولها ارتفاع درجات الحرارة ونسب التطعيم في المملكة، بالإضافة لجاهزية المنظومة الطبية التي نجحت باختبار الوباء إلى حد كبير.
وفي السياق، قال مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية مسؤول ملف كورونا الدكتور عادل البلبيسي، إن الأردن شهد ارتفاعا في أعداد إصابات كورونا في الأسابيع الثلاثة الماضية.
ولفت إلى أن الارتفاع الحاصل في أعداد الإصابات بفيروس كورونا قد يكون مؤشرا لموجة جديدة من الفيروس، لكنها مقارنة بموجات سابقة، تعد ضعيفة، بالإضافة إلى أن نسبة الفحوص الإيجابية متقاربة، والمتغير هو زيادة أعداد الفحوصات.
وأكد البلبيسي، أن الحديث عن موجة جديدة يحتاج إلى معطيات أكثر دقة، كأعداد الإدخالات إلى المستشفيات وعدد الوفيات.
وبين أن الأردن لم يسجل أي وفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا في الأسابيع الثلاثة الماضية في الوقت الذي سجل فيه وفاتان في الأسابيع الـ9 الماضية.
وكان المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، حث المواطنين والمقيمين إلى ضرورة التوجه إلى مراكز فحص كوفيد 19 المجانية التابعة لوزارة الصحة، للاطمئنان على الصحة العامة، وتقييم الوضع الوبائي في المملكة.
غير أن عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور بسام الحجاوي، أكد أن فيروس كورونا ما يزال يرصد في دول العالم كافة، مشيرا ان الجهة الوحيدة التي يمكنها ان تعلن انتهاءه وتحوله الى فيروس موسمي، هي منظمة الصحة العالمية.
ولفت إلى أن الأردن شهد في الأسابيع الثلاثة الماضية، زيادة في أرقام الإصابات، لأسباب منها عودة المواطنين إلى عدم الالتزام بإجراءات السلامة العامة، وعدم الاقبال على المطاعيم، واقامة الاحتفالات والتجمعات والعزائم، وعدم الالتزام بالكمامة التي لم تعد شرطا.
وأضاف الحجاوي أن ارقام الأسابيع الماضية، لا تشير إلى أننا في موجة جديدة، لكن هناك مؤشرات يجب التقيد بها، ومنها عدم تسجيل وفيات، بالإضافة لانخفاض عدد دخولات المستشفيات.
الدكتور منذر الحوارات حذر من موجة جديدة من فيروس كورونا، لافتا الى ان الشواهد على الأرض تشير إلى أنه يتغلغل بين الناس بشكل صامت وواسع.
وقال الحوارات “يبدو اننا مقبلون على موجة جديدة من الإصابة به، وسيساعد في انتشاره التجمعات بأشكالها كافة، والتي لا يلتزم خلالها الأفراد بمعايير السلامة العامة”.
وأضاف “فالتقبيل والسلام بالأيدي وغياب أي شكل من أشكال التباعد، ظواهر مميزة لهذه التجمعات. كل ذلك يحدث بشكل عادي، وكأننا لم ندفع حصيلة وثمنا كبيرين سببته الموجات السابقة من هذه الجائحة”.
وقال “يبدو أن احساس الناس بالعزلة والقطيعة خلال عاميّ كورونا، جعلهم يفجرون رغبتهم بالعودة إلى سابق عهدهم بدون أي محاذير او خشية من العواقب”.
وقال اختصاصي الأمراض الصدرية والتنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، ان موجة جديدة من الفيروس تجتاح العالم، في ظل ارتفاع كبير في أعداد الإصابات به في أوروبا وأميركا ودول عربية.
وعزا الطراونة السبب، للمتحورات الفرعية من اوميكرون وهي (بي ايه 4 وبي ايه 5)، لافتا إلى أن لديهما القدرة على اختراق جهاز المناعة، والتسبب بالإصابة للذين اصيبوا سابقا والحاصلين على اللقاح.
وتابع قائلا، إن الظروف الحالية التي نعيشها حاليا في الأردن والمنطقة العربية من عودة الحياة لطبيعتها وكذلك عودة الاحتفالات والمناسبات والاعياد، قد تزيد من أعداد الإصابات ووصول العدوى للفئات ذات الاختطار العالي ككبار السن والحوامل وذوي الأمراض المزمنة، ما يتسبب لديهم بحدوث التهاب رئوي، قد يستدعي العلاج في المستشفى.
بدوره حذر خبير الأوبئة الدكتور عبد الرحمن المعاني، من موجة جديدة للفيروس، لافتا إلى انها قد تكون ضعيفة وليست بقوة الموجة الرابعة، داعيا إلى الالتزام بالمعايير والشروط الصحية.
وحث المعاني الحكومة على الاستعداد للموجة الجديدة، والتأكد من صلاحية المطاعيم المتوافرة في المملكة وجاهزيتها، فضلا عن التركيز على برامج توعية المواطنين.
إلى ذلك، دعا المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات المواطنين والمقيمين، إلى ضرورة التوجه لمراكز فحص كورونا المجانية التابعة لوزارة الصحة؛ بهدف الاطمئنان على الصحة العامة، وتقييم الوضع الوبائي في المملكة.
وإثر ذلك، تساءل مواطنون عما إذا كانت هذه الدعوة نذيرا لموجة وبائية مقبلة تنتظر الأردنيين.
بدوره، قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور بسام حجاوي، إن العالم ما يزال تحت تأثير جائحة كورونا ولم تنتهِ بعد.
وأضاف حجاوي لـ”الغد”، أن الفترة الحالية تشهد زيادة في إصابات كورونا بعدة دول حول العالم، وكذلك الأردن سجل زيادة أسبوعية ملحوظة منذ نحو 4 أسابيع.
وأوضح أن الزيادة المسجلة مؤخرا متواضعة مقارنة بالموجة الرابعة، إذ كانت الأرقام حينها “خيالية”، كما سجل الأردن إدخالات للمستشفيات ووفيات متأثرة بكورونا.
وقال، إن نظام الرصد الوطني في المملكة مسؤول عن رصد الوضع الوبائي لأي مرض، كما يكشف مسببات الأمراض- إن وُجدت- في البيئة المحيطة، وبالتالي فإن هذا النظام يرصد الوضع القائم لجائحة كورونا.
وأشار حجاوي، إلى أن نظام الرصد الدولي لكورونا ما زال مستمرا حتى تعلن منظمة الصحة العالمية انتهاء الملف.
وبين أن المتحور المسؤول عن الوضع الوبائي حاليا هو “أوميكرون”، وقد يكون انتشاره سريعا لكنه ليس شديد الغزو، بمعنى أنه لا يؤدي إلى إدخالات للمستشفيات ووحدات العناية الحثيثة.
ولفت إلى أن ارتفاع الإصابات وتوقعات استمرارها ناجم عن مجيء المغتربين للأردن، بالإضافة إلى التراخي في الالتزام بإجراءات السلامة العامة، والعودة للتجمهر وعدم ارتداء الكمامة.
وأضاف عضو لجنة مكافحة الأوبئة: بالتالي لا بد لكل شخص يعاني من أعراض كورونا وتعب في الجهاز التنفسي أن يجري فحص
(البي سي آر)، فأهميته تعكس الوضع الوبائي في المملكة.
وأوضح أن نتائج الفحوصات تُقيّم الوضع الوبائي محليا، وتكشف عن وجود متحورات غريبة، ومن هنا كانت التوصية بإجراء الفحوصات، داعيا لتلقي المطعوم، بحيث إن كانت الفترة الحالية تُشكل موجة، تكون أرقامها أقل من الموجات السابقة، ولا تؤثر على النظام الصحي.
وأشار حجاوي إلى أن نسبة متلقي المطعوم ممن هم فوق الـ18 عاما وصلت إلى 75 % من السكان من هذه الفئة العمرية وذلك للجرعة الأولى،
و71 % للجرعة الثانية، فيما بلغ عدد متلقي الجرعة المدعمة 660
ألف شخص.