الرئيسية مقالات واراء
في مقالة بعنوان: هل فقدت المدرسة دورها التعليمي ودورها التربوي؟
أثار وليد المعاني الوزير المجتهد قضايا مهمة جدًا حول فاعلية المدرسة "المكان "والمدرسة "التعليم" والمدرسة "التربية". فالطلبة في العالم والأردن يرون عدم الحاجة إليها! هناك من رفض إرسال أطفاله إلى المدارس بسبب عدم رغبته في تلقيهم ثقافة معينة أو قيمًا معينة! هناك من الأطفال الذين لم نستمع لهم يرون أنهم يستطيعون في خمس دقائق الحصول على ما تقدمه المدرسة في أيام! فالمعرفة متاحة خارج المدرسة دون قيود الصحو المبكر وعنجهية المعلمين وصراخهم ودون اللباس الموحد وأزمات المواصلات ذهابًا وإيابًا!
وهناك من الطلبة من يرفض كل القيود المدرسية كمتطلب مسبق للتعلم، وهناك أصلًا من لا يستطيع التكيف مع قوانين المدرسة وبرامجها! هناك ضعاف تعلم لا يتعلمون من المدرسة ! وهناك متفوقون لا يحتاجون المدرسة.
فالمدرسة المكان بشكل عام صارت مهددة، والمدرسة البناء صارت مهددة، ومع ذلك مازالت خططنا بناء المدارس الكبيرة بكلفة ملايين ونحن نعرف أنها قد تكون فارغة من الطلبة بعد عشر سنوات: إما بسبب ضعف أدائها كما يحصل مع طلبة التوجيهي أو بسبب انتهاء دورها ووظيفتها بسبب الرقمنة والتعلم الرقمي!
إذًا! المدرسة في الحالتين تحتاج إصلاحًا وتنظيمًا.
لدينا أدلة وشواهد على ضعف الأداء المدرسي، ولم يتحرك أحد لإصلاحها! تشكل الدولة لجانًا ومجالس للإصلاح من نفس الأشخاص والقيادات التي أنهكت المدارس ودمرت التعليم وبالتأكيد لم يفعلوا شيئًا.
أما فيما يتعلق بمستقبل المدرسة، فلم يفعل أحد ما يساعد في تطويرها لتكون مدرسة اللامكان ومدرسة اللا بناء، ومدرسة اللا معلمين واللا كتب
واللا توجيهي!
نحتاج إلى جرأتك د وليد للاعتراف: بأن طلبتنا سيهجرون المدرسة، ويفضلون مراكز التعلم ما دام غرض الطلبة إعداد أنفسهم للتوجيهي! إذن تسقط مدرسة "التعليم"، بعد أن سقطت مدرسة "التربية"، والحل عندنا طبعًا تدبيس الطلبة بعدد أيام حضور إجبارًا لهم على الدوام! انتهى عصر المدرسة الجاذبة تعليميًا وتربويًا، وبقيت المدرسة فخورة بقوانينها وجمودها.
سيهجر طلبتنا مدارسهم بحثًا عن معدلات في التوجيهي كما فعل الطلبة المصريون!
التوجيهي دمّر الطلبة ودمّر التعليم ودمّر الأسرة ونحن مازلنا به متمسكون!