الرئيسية مقالات واراء
جاء في الأخبار؛ أن وزير الزراعة م. خالد الحنيفات أصدر تعليمات، يُمنع بموجبها تشغيل الحيوانات التي لا تسمح لها صحتها أو سنها على العمل، أو إذا كانت ظروف العمل أو المعدات المستخدمة فيه تهدد سلامتها أو نموها أو تتجاوز قدراتها الطبيعية. إضافة إلى تفاصيل أخرى ذات صلة ببيئة العمل.
طبعًا؛ لا يُفهم من هذه التعليمات إلا مقدار حرص حكومتنا "الرشيدة" على حقوق الحيوانات، وضرورة المحافظة على حيواتها، بخاصة أن بعضها، كما جاء في الأخبار بوقت سابق، مهددة بالانقراض، جراء تناقص أعدادها بشكل مضطرد، ولا سيما الفصيلة "الخيلية"، وعلى رأسها "الحمار".
ذكرني هذا الخبر وتعليقات "الفيسبوكيين" عليه، بأمرين، أولهما تقرير للزميل عبدالله الربيحات نُشر في صحيفة الغد عام 2019، يتحدث فيه عن تناقص أعداد الفصيلة "الخيلية"، وأن الحمار "البلدي" على وشك الانقراض خلال الأعوام المقبلة. وقال التقرير إن عدد الحمير "البلدية" كان عام 1997 بحدود 14 ألأف حمار "بلدي"، تراجع اليوم – عام 2019 – إلى ألف حمار "بلدي"، وقطعًا الآن – عام 2022 – العدد بالتأكيد أقل من ألف، لأن التقرير يوصي باستيراد الحمير "القبرصية" لتعويض النقص في الحمير "البلدية"، وكلنا يعلم أن كورونا التي انقضت علينا بعد عام من هذا التقرير، حالت بيننا وبين الحمير "القبرصية"، وغيرها من الحمير "الفرنجية".
الأمر الثاني، الذي تذكرته، خبر نشره موقع "سكاي نيوز" العام الماضي، يتحدث عن الجبنة المصنوعة من حليب الحمير، بوصفها أغلى جبنة على الأطلاق، إذ يصل سعر الكيلو الغرام الواحد منها 600 دولار، وذلك لأن انتاج الكيوا الغرام الواحد من الجبنة "الحميرية" يحتاج 24 كيلو غرام من الحليب "الحميري". وهو ما يجعل تصنيعها محدود، فالخبر يقول إن مصتعًا وحيدًا في العالم موجود في صربيا ينتج هذا النوع من الجبن الفاخر.
فيما يتعلق بخبر وزير الزراعة وأهمية حقوق الحيوانات، وفي مقدمتها الحمير، بوصف الحمار أكثرها عملًا، أتساءل: إذا كانت حكومتنا "الحنونة" تولي الحيوانات كل هذا الاهتمام، هل يحق لنا نحن "فصيلة" البشر أن نطالب بمساواتنا بفصيلة الحمير "البلدية"، أم أن هذه التعليمات مفصلة لفصيلة الحمير فقط؟
أما فيما يتعلق بخطر الانقراض الذي يتعرض الحمار "البلدي"، والتوصية باستيراد الحمير "القبرصية"، فإنني أطالب حكومتنا "الاستثمارية" برفع شعار "الحمار أغلي ما نملك"، والبدء بالاستثمار في الحمير، لعلنا نتمكن من منافسة الحمير "القبرصية" في أسواق العمل، ولا سيما أن إنساننا "البلدي" لم يعد ينافس في أسواق العمل التقليدية للبني آدميين، بعد أن حدَّثنا تعليمنا، ودخلنا عصر التعليم "الخلّاق".
التوصية بالاستثمار بالحمير تقودنا، حكمًا، إلى الخبر المتعلق بالجبنة "الحميرية"، فلماذا لا نخطط لإنشاء مصنع أو أكثر لانتاج الجبنة "الحميرية"، فلدينا البنية "الحميرية" اللازمة، خاصة إذا ما تمكنا من تنمية الثروة "الحميرية"، وأصبحنا ننافس الحمير "القبرصية" و"الفرنجية" الأخرى، وهذا بالتأكيد يحل مشاكلنا المستعصية في قطاع تربية الأبقار الحلوب.