الرئيسية مقالات واراء
تتأثر الرياضة كغيرها من الأنشطة بالعوامل الاجتماعية. فالثقافة المجتمعية ، وقيم المجتمع توجّهان السلوك الفردي والجمعي! ففي الأردن مظاهر عديدة للفقر والقهر والتفاخر ، والأكثر من ذلك فإن الأردني كغيره يفقد خصائصه الفردية حين يختفي بين الجمهور، ويظهر ما لديه من كبت وإحساس بالظلم وغياب العدالة ، ويجلس في الملعب منتظرًا أي إثارة لإخراج ما يختزنه. كما أنّ لدينا مظاهر عنف عديدة مثل اصطفاف السيارات وإغلاق الشوارع ، وإطلاق الزوامير، وارتفاع أصوات السماعات الثابتة والمتحركة والشوارع المزدحمة والمغلقة بسبب الاصطفاف، والعنف الإداري والعنف المدرسي وغيرها من المظاهر .فما مخزونات الأردني المواطن العادي من هذا العنف؟ - إنه يبحث عن وظيفة وعمل لم يجده، ويبحث عن هوية واضحة وحيّروه بين هوية وطنية وهوية جامعة!
ولو تجرأت قليلًا لقلت ضبابية الهوية وازدواجيتها "التي لم نجرؤ على مناقشتها علنًا، وغياب الولاء والانتماء الوطني رجع بنا إلى هويات فرعية. في الخمسينات ،حيث المدُّ القومي، كانت لدينا نوادٍ في عمان النادي الفيصلي، وفي اربد نادي العروبة ونادي الفتيان والنادي العربي.
ولم نكن نسمع بنادي اربد والرمثا وغيرها! اليوم لدينا نادي معان وأندية مغير السرحان والصريح وكفرسوم وبنات حرثا وكفرسوم والأرثوذكسي ونادي الشباب المسلم والفحيص وغيرها!
لا أدري ما العلاقة بين هذه الأندية ! وأغنية شملّت والنية اربد والكرك والبلقاء أو أغنية الجمارك والجوازات والأمن، -بالمناسبة لا أدري ليش ما غنّوا للمعلم-! شعروا ذات يوم قبل عشر سنوات بالمشكلة فسمّوا نادي الوحدات بنادي الضفتين، وكان كمن يكتب على كيس الرز بأنه سكر أو ملح!
سرعان ما انتفضنا واستعدنا لقب النادي الأصلي! لست بصدد اقتراح علاجات لكن هذا من مهمة السياسيين وحكوماتنا الديموقراطية والمهندسين الذين، يتدخلون في كل مفصل!
فالعنف والعدوان هما :
استخدام القوة المشروعة وغير المشروعة في غير مكانها بنيّة إيقاع الأذى اللفظي أو المادي بالآخر!
ربطنا كغيرنا الرياضة والمشاعر الوطنية بأقدام اللاعبين! فالرمثا والسلط كغيرها تعتّز حين يدخل رمثاويًّا أو سلطيًّا هدفًا ،ولا تدري هي والدولة عن ألف معلم إن كانوا دخلوا لصفوفهم أم لا!
في جو العشائرية و إعلان كثيرين على ذكرها كدرع الوطن علينا أن نتوقع بعد سنوات: نادي العبيدات شرق كفرسوم ونادي " سحاب فرع أبو زيد" ونادي المزار الحارة الشرقية ، ونادي فلاحي حرثا وشوام جرش ومعان وشركس وادي السير.
هذه إضافة لما يقوله حسني عايش وأشاركه: إن الأردني تعلم السلطة الواحدة والسياسة الواحدة والحل الواحد والحقيقة الواحدة والنهج الواحد والخطاب الواحد ، وهذا ما يعني إقصاء الثاني والثالث والعاشر!
أو كما يقول حسين أبو الرز عن أن إحساس الأردني بغياب حقوقه ويعطيه الفرصة للاندساس وسط الجمهور وممارسة البطولة دون
إعلان كأبطال السوشال ميديا الجبناء! هنا تلتقي العوامل والمصادر السيكولوجية مع الاجتماعية! التي ستكون موضوع مقالة لاحقة!
وفي العلاج يقول موفق ملكاوي ليس عندنا دراسات عن الظواهر الاجتماعية وهذه مهمة الباحثين غير الموجودين، كما يصفنا سعد جمعة بمجتمع الكراهية، فالعلاج
إذًا علاج سيكولوجي تربوي ، وليس كاميراتٍ وأمنًا !