الرئيسية تفسير احلام
أحداث اليوم - ظهر أمامي تغريدة قديمة لغانم المفتاح، الفتى القطري الذي صار حديث الدنيا أثناء ظهوره في افتتاح كأس العالم، غانم الذي صار للسائلين عن الإرادة دليلًا رغم إصابته بمتلازمة التراجع الذيلي، وهو مرض نادر وعيب خلقي يحدث فيه غياب الجزء السفلي من الجسد، فقد صار من الشخصيات الملهمة للشباب العربي، وأُدرجت قصته في المناهج التعليمية في قطر والكويت، وهو يشغل منصب سفير النوايا الحسنة لبلده، كما أصدر العديد من الكتب والمنشورات التحفيزية التي ساعدت متحدي الإعاقة على قهر الصعوبات التي عانوا منها، غانم الذي جدد التأكيد على أنه باستثناء (الاستسلام) فلا يوجد شيء في الحياة اسمه (إعاقة) !
في التغريدة المنشورة عام ٢٠٢٠ يقول غانم : "يمكنني تلخيص النجاح ... أمي وتكرار المحاولة.. تعلم أن لا تستسلم ... تقدر"، وليس غريبًا هذا الامتنان لأمه حين تقرأ قصته، فقد رفضت التخلص منه حين كان جنينًا مشوها بناء على نصيحة أحد الأطباء، وقالت له :" ربي أرحم منك ومني فيه"، ثم سافرت وتدربت بعد إنجابه لتعرف كيف تتعامل معه وتذلل الصعوبات أمامه، واستخدمت موهبتها في الرسم والتأليف لطباعة مئات آلاف المنشورات ووزعتها مجانا على الهيئات والمؤسسات لنشر الوعي والتثقيف بمحاربة الخجل الاجتماعي، بل جهزت له مدرسة كما جهزت له مرافق البيت الخاصة به، وعلمته ما لا يمكن تعلمه في أعظم مدارس وجامعات العالم : " أن يتغير الناس من أجلك من سابع المستحيلات، لكن بإمكانك أن تتغير من داخلك لتتقبل نفسك"، وكانت تقول له :"لست أدري من الرّابح، أنا أم أنت؟ ولكنّي أجزم بأنّي رابحة لكوني أمّك وفخورة بأنّك ابني”، كانت منصته قبل أن يعرفه الناس، وجمهوره حين أنكره الناس، وكأس العالم التي يتمناها كل الناس !
إنها الأم يا سادة، الأم التي تحرم نفسها من الحياة من أجل أولادها، بينما تحرمها القوانين البائسة في بلداننا من المشاركة في تقرير مصيرهم، وتحرمها حتى من اختيار مدارسهم !
صار غانم المفتاح يوم أمس بطلًا في عين العالم كله بعد أن كان لسنوات طويلة بطل أمه فقط، وأظنها بكت فرحًا وفخرًا حين رأته يزاحم الممثل الأمريكي الشهير مورغان فريمان على النجومية، أظنها تذكرت عبارة " ربي أرحم منك ومني فيه"، تلك الرحمة التي ينثرها الله في الأرض على هيئة (أمهات) !