الرئيسية 
مقالات واراء
جمال دعابس - ونحن نقلب دفتر التاريخ، فإننا، قطعًا، نجد أن كل جديد في أي مجتمع، تواجهه مجموعة، يُطلق تارة عليها اسم "الحرس القديم"، و"التقليديين" حينًا آخر، وحينًا ثالثًا يطلق علماء النفس على هذه المجموعة تعبير "حراس العقل"، لكن ما يجمع كل هذه التسميات في إطار واحد، هي "المصلحة" المتحققة للمجموعة الرافضة للتغيير، من بقاء الحال على ما هو عليه.
نعم؛ هذا هو ما يحدث في نادي الوحدات؛ مجموعة متنفذة مستفيدة من بقاء الحال على ما هو، مصالحهم تتحقق لأن النادي بهذا الوضع، لكن؛ إن تغير الحال فهم يتضررون، لذلك هم يواجهون كل المقترحات، التي تهدف الارتقاء بالنادي، ونقله إلى مصاف النوادي العالمية، بالرفض، لأن هذه المقترحات تصيب مصالحهم في مقتل.
الأنكى؛ أنهم لا يواجهون المقترحات بالحوار ومقارعة الحجة بالحجة، بل يتحولون إلى خفافيش ليل، لا تعيش إلا في الظلام، ويبدأون باختراع أدوات مضللة لمحاربة الاقتراحات، ولأن "مقترحات الارتقاء" أعظم من تصوراتهم، ولأنها أكثر بياضًا من ظلماتهم، فإنهم لا يواجهونها، بل يواجهون أصاحب هذه المقترحات "إدارة التغيير"، ومن يريد الاستزادة والتأكد ما عليه إلا التجول قليلًا على صفحات التواصل الاجتماعي المعنية بالشأن النادوي، ليرى أن هؤلاء لا يتحدثون عن "مقترحات الارتقاء"، بل يهاجمون "ادارة التغيير" في النادي، والغريب أن معظم من يعلقون على منشورات هذه المجموعة، يشيدون بأصحاب "إدارة التغيير" وبمقترحاتها الخلاقة.
بالظلام لا يمكن لك أن تطفىء نور الحقيقة، صحيح أنك قد تخدع بعض الناس بظلماتك، لكن؛ الهيئة العامة لنادي الوحدات أذكى كثيرًا من ظلماتكم، ولا تنطلي عليها كل ما تقولونه. ماذا يعني رفع قيمة رسم الاشتراك السنوي للهيئة العامة ؟ وماذا يعني للفئة الرافضة: بالنسبة لادارة التغير هو الارتقاء بالنادي، فحينما تتحسن موارد النادي، يرتقي النادي، ويصبح قادرًا على المنافسة أكثر، وعلى التوسع والانتشار أكثر، بينما رفع رسوم الاشتراك للفئة الرافضة: أنها لن تكون قادرة على تحقيق مصالحها المتأتية من بقاء وضع النادي كما هو.
ماذا يضير الهيئة العامة إذا ما توفر للنادي موادر إضافية، تجعله يرتقي إلى مصاف الأندية العالمية، ولأننا نعرف أن معظم الأندية الكبيرة حول العالم تمتلك، وفق قانونها وأنظمتها، الحق في تأسيس شركات تجارية غايتها الربح لصالح النادي، فما الذي يمنع، إلا إذا كانت الأرباح المتحققة للنادي ترتقي به وتجعله أكبر من قدرة الفئة الرافضة على الاستيعاب، والتصور، وإبقاء مصالحها قائمة.
