الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم - آلاف المرضى الأردنيين يعانون من ارتفاع الدهون و يتناولون الأدوية الخافضة لها مع ما يرافق ذلك من كلفة علاجية و أعراض جانبية اشهرها آلام العضلات المرافقة لأدوية الدهون.
نهض الباحثون في جامعة البترا و الجامعة الهاشمية و مستشفى سمو الأمير حمزة في بحث نوعي يربط بين اختلاف التشكيل الجيني الدقيق لمرضى ارتفاع الدهون الاردنيين و مدى و كيفية تجاوبهم مع ادوية خفض الدهون المعروفة ب (ستاتين) .
تتم عادة مثل هذه البحوث في البلاد المتقدمة التي تستكشف اختلاف تجاوب المرضى مع الادوية بحسب الاختلاف الجيني لتركيب اجسامهم، و تمكن الفريق البحثي الاردني بقيادة أ.د اياد الملاح و د. مهند عودة من اكتشاف و اثبات علاقة احصائية سريرية موثوقة بين احد اشكال الجينات الموجودة في المرضى الاردنيين و طبيعة تجاوب اجسامهم مع الدواء الخافض للدهون، حيث استدعى اثبات هذه العلاقة بحث متعمق في ادوات و طرق قياس و تحليل تركيز الدواء في الجسم، و المفاضلة بين شكل المتغيرات الجينية لكل مريض و تحليل عدد من بيانات العوامل السريرية الخاصة في كل مريض.
الفوائد لمثل هذه الابحاث العلمية و التطبيقية انه يمكن الان تعديل جرعة الدواء الخافض للدهون بحسب الخارطة الجينية للمريض، وهذا النوع من العلاقات هو احدث ما يتم بحثه الان في الاوساط العلمية العالمية، فكمية الدواء الموصوف لكل مريض تختلف بناء على عوامله الجينية اضافة الى العوامل الاخرى المعروفة عند الاختصاصين في وصف العلاج.
و اوضح أ.د اياد الملاح ان هذا البحث والذي قامت به طالبة الماجستير رزان حسنين يأتي ضمن منظومة منهجية في البحث العلمي و مترابطا بالمباديء العامة مع عدد من الأبحاث السابقة التي يعمل عليها الفريق البحثي منذ ٦ سنوات مؤكدا ان النتائج المباشرة لمخرجات و توصيات هذا البحث سيكون لها صدى محلي و عالمي بكل تأكيد.
و من جانبه أكد د. مهند عودة أن ادارة الخطة العلاجية لكل مريض سوف تختلف بناء على مخرجات هذا البحث، الامر الذي يؤدي الى الحصول على افضل النتائج من فاعلية الدواء و اقل احتمال للاضرار الجانبية و بافضل كلفة ممكنة ، وأكّد ان المنهجية الريادية جاءت في تكاتف فرق العمل من مختلف التخصصات مثل الطب و الصيدلة و علوم الجينات و علوم الاحصاء الحيوي فهذا هو النهج العالمي الاحدث لريادة الابحاث متعددة التخصصات و الخروج بنتائج نوعية نظرية و تطبيقية ملموسة تفيد المريض مباشرة و مزوّد الرعاية الطبية سواء طبيب او صيدلاني او ممرض و تعكس بكل تأكيد اثر ايجابي على منظومة الرعاية الصحية الوطنية .