الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم -
بقلم: د.زينة حمدان/ خبيرة اعلام البيئة والمناخ
في إعلان تاريخي في نيويورك تم يوم امس الكشف عن جلالة الملكة رانيا العبدالله كرئيس مشارك عالمي لمبادرة المنتدى الاقتصادي العالمي الرائدة، "العطاء لتعظيم العمل من أجل الأرض" (GAEA). ويمثل هذا التعيين علامة فارقة هامة للأردن والمنطقة العربية على نطاق أوسع، لأنه يضع الملكة رانيا في طليعة الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وتعزيز الممارسات المستدامة.
إن التزام الملكة رانيا الحماسي بالعمل المناخي يبرز من خلال الواقع المرير الذي تواجهه المنطقة العربية. وهي تسلط الضوء بذكاء على أن درجة الحرارة في هذه المنطقة ترتفع بمعدل ينذر بالخطر، أي ضعف المتوسط العالمي. علاوة على ذلك، يتوقع الخبراء أن مساحات واسعة من المنطقة قد تصبح غير صالحة للسكن خلال هذا القرن إذا لم يتم اتخاذ تدابير عاجلة. وتفرض هذه الحقائق المثيرة للقلق تشكيل جبهة موحدة ضد تغير المناخ، مما يؤكد على ضرورة وضع استراتيجيات شاملة وفعالة.
الفجوة الخيرية العالمية
إن تأكيد جلالة الملكة على أن أقل من 2% من التمويل الخيري العالمي مخصص للمناخ والطبيعة هو بمثابة نداء استيقاظ للعالم. إذا كان الهدف النهائي للعمل الخيري هو إحداث تغيير حقيقي، فليس هناك مجال أفضل من حماية كوكبنا. إن ترقية الملكة رانيا إلى منصب الرئيس العالمي المشارك لمبادرة GAEA يضعها في موقع فريد لحشد الموارد، وسد هذه الفجوة، وإعادة توجيه التمويل الخيري نحو المشاريع التي تركز على المناخ.
المجتمع الدولي على يقين ان جلالة الملكة رانيا ستكون صاحبة قيادة فعالة في تشكيل الأولويات وقيادة العمل المناخي الفعال بالشراكة مع أصحاب المصلحة في مختلف القطاعات، فقد اثبتت في كل مرة حملت فيه ملف انساني عالمي انها الاقدر والأكفأ على الاطلاق في النجاح والريادة فيه، حيث سوف يوفر تأثيرها قوة دافعة قوية لتعبئة الموارد، والدعوة إلى تغيير السياسات، وإلهام العمل الجماعي.
فتعيين الملكة رانيا كرئيس مشارك عالمي لمبادرة GAEA حدثًا بالغ الأهمية، ليس للأردن والمنطقة العربية فحسب، بل للعالم أجمع، إن قيادة صاحبة الجلالة ودفاعها عن العمل المناخي تجلب صوتًا قويًا إلى المسرح العالمي. مع إلحاح تغير المناخ الذي يلوح في الأفق، توفر مبادرة GAEA منصة للشراكات والمبادرات التحويلية، إن وجود الملكة رانيا على رأس هذه المبادرة يجسد الأمل والتصميم والالتزام الراسخ بحماية كوكبنا للأجيال القادمة. معًا، وتحت قيادتها، نبدأ رحلة نحو أرض مستدامة ومزدهرة.
والجدير بالذكر ان مبادرة GAEA تعد مسعى رائدًا، وهو الأول من نوعه على المستوى العالمي. ويسعى البرنامج إلى إقامة وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص والجمعيات الخيرية، بهدف شامل يتمثل في تعبئة التمويل اللازم لتحقيق الأهداف الطموحة: صفر انبعاثات، واستعادة التنوع البيولوجي، والحفاظ على الطبيعة، والتخفيف من آثار تغير المناخ بحلول عام 2050.