الرئيسية مقالات واراء
وأنا أشاهد مخرجات القمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة، لم يخطر في بالي سوى قصيدة الرشيد بن بدر النابلسي في مدح صلاح الدين الأيوبي بعد أن فتح القدس، والتي يقول مطلعها: "هذا الـــذي كانـــت الآمـــال تـــنــتظر .. فليوف لله أقوام بما نـــذروا"..
نعم، سأوفِ لله بما نذرت، فالقمة تماهت مع اسمها، وقررت قطع كل العلاقات مع الكيان الصهيوني، وإمهاله أياما معدودات لسحب قواته من غزة وأيقاف حرب الإبادة والتجويع على الشعب الفلسطيني، وإلا سيكون "السيف أصدقُ أنباءً من القمم.. في حده سيكون مصير الغاصب العدمِ".. كما قررت فتح كل المعابر إلى القطاع وتقديم "أقل الواجب وليس المساعدات" تجاه الأهل في غزة، فالمساعدات تقدم للمحتاج، وأمثال الغزيين الذين أعادوا للأمة كرامتها ليسوا بحاجة شيء سوى رضا الله الذي يحفهم آناء الليل وأطراف النهار..
كانت القمة مختلفة في كل شيء، حتى على صعيد مخاطبة المجتمع الدولي، فلم تطالبه بدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة كما جرت العادة، بل ألزمته بوقفها بلغة جريئة استخدمت ورقة قطع إمدادات النفط العربي، فضلا عن تشكيل قوة عسكرية مهمتها الدفاع عن الأمن العربي، وتحرير المحتل من أرضنا طال الزمن أم قصر، حتى أنها لم تنسَ بقية الأوطان، من اليمن مرورا بسوريا وحتى السودان!
كانت القرارات مليئة بالكرامة، موافقة لنبض الشارع العربي، وتستحق أن يتمايل الواحد منا فرحا في الشوارع على وقعها، والحقيقة أنني هممت أن أفعل ذلك، لولا أن التقرير اليومي لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، والذي يفيد بأن حصيلة العدوان الاسرائيلي ارتفعت إلى 35272 شهيد و 79205 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي، أيقظتني من حلمي، فتمايلت حزنا !