الرئيسية أحداث فلسطين
أحداث اليوم - رفض رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقترحاً جديداً في إطار المقترحات الرامية للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس، خلال جلسة مجلس إدارة الحرب (كابنيت الحرب) التي عُقدت، أمس الأول السبت، وفق ما نقلته أكثر من وسيلة إعلام عبرية، فيما تظهر مؤشرات على نيته احتلال غزة والبقاء فيها.
وأفادت القناة 12 العبرية، الليلة الماضية (الأحد الاثنين) بأن جلسة كابينت الحرب الأخيرة، شهدت سجالات حادة، وأن المسؤول عن قضية المحتجزين الإسرائيليين من قبل جيش الاحتلال، الجنرال نيتسان ألون، طرح خلالها مقترحاً جديداً لاستئناف المفاوضات، يشمل استعداداً لإنتاج صيغة جديدة لطلب حركة حماس، بشأن استمرار الهدوء في المرحلة الثانية من الصفقة.
وفي حين أيد الوزراء يوآف غالانت وبني غانتس وغادي آيزنكوت المقترح، أبدى نتنياهو عدم استعداده لأي مقترح يقود إلى وقف الحرب. ورد عليه آيزنكوت: "لا يوجد أي أحد هنا يريد وقف الحرب ولكن موقفك لا يتيح إعادة المختطفين (المحتجزين الإسرائيليين في غزة) وأنت لا تترك لفريق المفاوضات أي طريق للتوصل إلى صفقة".
وفي ذات السياق، أفادت قناة "كان 11"، مساء أمس الأحد، بأن نتنياهو وجه اتهامات لفريق المفاوضات الإسرائيلي، خلال الجلسة بشأن الصفقة. ونقلت القناة عن مصادر مطّلعة لم تسمّها، بأن فريق المفاوضات قدّم مقترحاً جديداً من أجل تحريكها، لكن نتنياهو رفضها، ورأى بأنها ستؤدي حتماً لانتهاء الحرب، واتهم أعضاء الطاقم قائلاً "أنتم لا تعرفون كيف تديرون المفاوضات وكل هذه الخطط ستؤدي إلى نهاية الحرب. لقد حاولنا وقطعنا شوطاً طويلاً وحماس رفضت كل شيء".
وأدت هذه الكلمات إلى سجال حاد بين الحضور. ونقلت القناة عن أحد الوزراء قوله: "بعد الجلسة تأكد أكثر أن نتنياهو لا يريد صفقة". كما نقلت القناة عن شخصيات لم تسمّها، شاركت في الجلسة، قولها: "رأينا اليأس في عيون نيتسان ألون ومساعده الكبير بعد الجلسة، ويبدو أنهما أدركا نهائياً بأنه لن تكون هناك صفقة". ورد مكتب نتنياهو بأن رئيس الحكومة طلب مقترحات جديدة، وأنه يعمل على مدار الساعة من أجل إعادة المحتجزين لإسرائيل، على حد زعمه.
احتلال غزة
في سياق متصل، كتب محرر صحيفة هآرتس العبرية، ألوف بن، اليوم الاثنين، أن نتنياهو "ثابت على رغبته بالتحكم أمنياً بقطاع غزة والخطوات والعمليات الميدانية تعزز هذه الخطة"، مضيفاً أنه يعمل فعلياً على تهويد غزة ولن يمنعه غانتس ولا غالانت ولا الولايات المتحدة من القيام بذلك.
وأضاف الكاتب أنه منذ اللحظة الأولى لاستفاقة نتنياهو من الصدمة التي وقعت عليه مع بداية الحرب، فإنه يواصل عرض سياسة "اليوم التالي"، وهي احتلال غزة مجددا من قبل إسرائيل. ويعرف نتنياهو التاريخ، وأن الولايات المتحدة عارضت مرات عدّة خطوات اعتبرتها إسرائيل مهمّة، ومن ثم تراجعت أمام العناد الإسرائيلي.
وبدا ذلك واضحاً، بحسب الكاتب، بالإعلان الإسرائيلي عن رفض عودة اللاجئين الفلسطينيين، وإعلان القدس (المحتلة) عاصمة لإسرائيل، وإقامة المفاعل النووي في ديمونا، وإقامة بعض المستوطنات في الضفة الغربية وتوسيعها، وحتى العملية العسكرية الحالية في رفح، ففي جميع هذه القضايا استمعت إسرائيل إلى الولايات المتحدة وفعلت العكس. وأضاف بأن إسرائيل تسير لإلغاء خطة الانفصال والعودة إلى غزة، بناء على وعود نتنياهو وآمال شركائه في الائتلاف.
وليس بعيداً عن ذلك، كتب الصحافي والكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم بارنيع، اليوم الاثنين، بأن نتنياهو يدفع نحو بقاء إسرائيل الدائم في قطاع غزة، على الرغم من مطالبة عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بإنهاء الحرب فوراً، بحيث تحصل إسرائيل على المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، فيما تحصل حركة حماس على الصفقة التي تريدها، كما يستفيد الرئيس الأميركي جو بايدن على مستوى "الائتلاف الإسرائيلي-السني" الذي يقيمه ضد إيران. وسبق لبايدن أن أعلن موقفه الرافض لإعادة احتلال غزة التي انسحبت إسرائيل منها عام 2005، وقال إن ذلك سيكون "خطأ كبيرا".
وذكر بارنيع أن جلسة المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، في الآونة الأخيرة، ناقشت إن كان يجب توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وإلى أي مدى، وأن نتنياهو اقترح إرسال فرقة أو فرقتين من الجيش إلى غزة، بحيث تبقيا في شمال القطاع.
واعتبر الكاتب أن هذه الكلمات ذات ثقل. وذكر أن ثمة مسؤولين إسرائيليين كبارا يقولون في الغرف المغلقة ما لا يستطيعون قوله على الملأ، بأنه يجب إنهاء الحرب في غزة فوراً، بحيث يحصل كل طرف على مراده، معتبرين بأن هذا ليس نصراً، ولكن قد يكون أساساً لنصر مستقبلي على المدى البعيد. وأضاف أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، زار إسرائيل يحمل بين يديه اتفاقية للتطبيع بين إسرائيل والسعودية، لكنه سيعود إلى واشنطن بيدين خاليتين.