الرئيسية مقالات واراء
"عن مقابلة سمو ولي العهد"..
أيمن حسن المجالي
المقابلة التي أجراها ولي العهد الأمير حسين مع قناة العربية مبهرة وحقيقية، وتجعلك تتوقف أمام كل تفاصيلها دون استثناء!
ستتوقف أمام قوله في سياق الحديث عن حرب غزة: "نقوم بعمل كل شيء ضمن قدرتنا لمساعدة أشقائنا، وطبعا لدينا شعور أنه يجب أن نقدم أكثر"، فتسأل نفسك: إذا كان هذا كلام قدوة الشباب وولي عهد البلاد الأمين، فلماذا يُخرجنا مُدعو الوطنية من الملة حين نقول إن المأمول من الأردن أن يُقدم أكثر؟ لعل سموه يعرف أن حجم الأردن بحجم الدنيا، وهذا ما لا يفهمه الطارئون على الوطنية، والذين يصرون على تصغير أكتاف الأردن !
ثم سيبهرك حديثه عن رفضه لمسميات المعارضة والموالاة، ثم قوله: "ليس مطلوبا من الموالي أن يكون متشددا، والمعارض، لو انتقد السياسات تبقى وطنيّته كاملة، وهذا هو المطلوب". وفي هذه رسالة هاشمية عميقة مفادها: "الموالي والمعارض سيان في حب الوطن، والفرق بينهما يمكن فقط في طريقتها في التعبير عن هذا الحب".
ثم تحدث سموه بكل مصداقية عن الاقتصاد الأردني باعتباره أم مشاكلنا، وكان لافتا تساؤله : "كيف نتوقع من الشباب أن ينتسبوا لأحزاب وهم عاطلون عن العمل؟"، وهو سؤال فيه كل الإجابات عن مستقبلنا ومستقبل وطننا سياسيا واقتصاديا، فلن يضع الشباب أياديهم بيد الحياة السياسية والحزبية إذا كانت تلك الأيادي خاوية!
وكان مُقدرا إيمانه بضرورة التعليم المهني والتقني الذي بات السلاح الأهم لكبرى دول العالم، لا سيما وأننا دولة يتكدس بها خريجو الجامعات دونما عمل أو أمل !
أخيرا، قال سموه "أنا تهمني النتائج، ولدي مشكلة مع الشخص الذي يؤكد مقدرته على فعل أمر ما، ويقول "حاضر سيدي"، و"أبشر"، ويعد بعمل أمر ما، ومن ثم أكتشف أنه لم يقم بعمله ولا يتحمل مسؤولية أيضا"، ولعل أزمات البلد كلها تتلخص في "حاضر سيدي" و"أبشر"، ثم تكون النتيجة مزيدا من المديونية، مزيدا من انعدام التخطيط، مزيدا من التقصير !
باختصار: كانت المقابلة مجموعة محاضرات في جميع الاتجاهات، لكنها تحتاج لمن يدون وينفذ، لا لمن يسمع ويصفق، فليس هذا بكل تأكيد ما يريده سموه