أحداث اليوم - لا شك أنه يوم حزين استعاد فيه الكيان المبادرة تكتيكيا بإمكانياته العسكرية الضخمة وبدعم كبير جدا من كل مخابرات الأطلسي وتابعيهم وتابعي تابعيهم في المنطقة.
اغتيال شخصية بحجم هنية هي عملية من الحجم الثقيل جدا وهي ضربة موجعة للغاية، سواء في بعدها الفعلي أو الرمزي، غير أنه وفي ظل معركة من حجم ما يجري حاليا وبالنظر إلى اغتيال شخصيات بارزة سابقا، بغض النظر عن الحيثيات حدثا ممكنا واحتمالا قائما.

صحيح أن عملية الاغتيال تشي عن انكشاف أمني فادح ولا يستبعد أن يتضمن اختراقا ما، ولا يعني وجود مثل هذا الاختراق تواطؤا رسميا بحال وإنما هي حالة اختراق يشهدها أي بلد في حالة حرب مع آخر. وقد سبق للعدو وتمكن من تنفيذ عمليات دقيقة استهدفت شخصيات إيرانية وازنة وذلك في قلب إيران.

الاغتيال تم في طهران وما كان له أن يتم في قطر أو تركيا أو غيرها، لأن إيران و"إسرائيل" في حالة حرب معلنة وبالتالي فإن حالة الحرب تلك تتيح القيام بأعمال من قبيل الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة ناهيكم عن الأنشطة المخابراتية التي تتضمن اغتيال الشخصيات الهامة وهو ما كانت إيران مسرحا له في مناسبات عدة.
أسلوب الاغتيالات الذي يمارسه الكيان تماما مثل اسلوب تدفيع الثمن الباهض للحواضن المدنية للمقاومة هما مجالان يمتلك فيهما الكيان اسبقية كبيرة نظرا للامكانات العسكرية والاستخباراتية الموضوعة تحت تصرفه من كل الدول الغربية وشبكة الجواسيس المنتشرة في المنطقة (دولا وجماعات وأفراد).

ما حدث ليس سهلا منذ بدايته، فطوفان 7 اكتوبر كان حدثا كونيا أكبر من المنطقة وقواها وهو منعطف تاريخي أعظم من أن نتخيله ولا يمكن لأحد أن يزعم استعداده المسبق لتداعياته اذ أن الحدث الخارق الذي وضع الكيان فجأة على حافة الانهيار قد انتج أكبر استنفار شهدته قوى الشر الإمبريالية وعلى رأسها أمريكا. بما منح ذلك للصهاينة ضوءا أخضرا لبدء حرب ابادة وحشية غير مسبوقة في التاريخ، بغطاء عسكري ومخابراتي ملأ المنطقة منذ انطلاق الحدث، ولاشك أن حرب الأشهر العشرة، التي تألقت فيها المقاومة وكبدت فيها الكيان خسائر لافتة، كان لها أيضا ثمنها على مستوى الحاضنة المدنية وقدرات المقاومة.

هذه حرب تحرير طويلة وأشبه بحلبة ملاكمة لا يوجد فيها فوز بضربة قاضية، بل بتجميع النقاط..
الكيان يحاول تجميع نقاط بعد أن خسر جولة 7 اكتوبر.
والمقاومة فيها رجال نذروا أنفسهم وأهليهم في معركة التحرير الطويلة.
حفظ الله المقاومة وحماها من أعدائها ومن سهام المهزومين.