الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أبو هلال يكتب : اختيار السنوار .. سيطرة للعسكر أم إجراء مؤقت

    أحداث اليوم - محمود أبو هلال

    بعد أقل من أسبوع على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، أعلنت الحركة اختيارها ليحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي خلفاً لهنية.

    الاختيار جاء بعيدا عن المتوقع بعد أن كانت كل الدلائل تشير لأحد القيادات السياسية مثل أبو مرزوق أو الحية أو مشعل.
    فحماس ومنذ ولادتها كانت تسير بجناحين، جناح عسكري وجناح سياسي "على غرار الجيش الجمهوري الإيرلندي"، وكان رؤساء الجناح السياسي يقيمون في الخارج وحتى عندما طالبت قيادات غزة أن يكون رئيس المكتب السياسي من قطاع غزة وتم لهم ذلك باختيار هنية، اضطر أن يغادر غزة ويقيم في الخارج وذلك لاعتبارات متعلقة بالحضور الدبلوماسي والسياسي للحركة في الخارج، وقدرتها على التواصل مع القيادات السياسية المختلفة وخصوصاً العربية. الأمر الذي جعل من خيار خلافة السنوار لهنية غير متوقعا. وإذا ما أضفنا الاعتبارات المتعلقة بخصوصية المرحلة وتطلبها لمستوى عال من الاتصال السياسي، والانتقال بين الدول التي تساهم في الاتصالات السياسية وسط بما يتعلق بالعدوان المتواصل على القطاع يصبح الأمر فوق المتوقع.

    لا شك بأن اختيار السنوار يعد عاملا إيجابيا ناحية وجود القيادة داخل القطاع وبين من يدفعون الثمن خاصة بعد ظهور اشارات في أوقات سابقة بأن القيادة في الخارج تفاوض باسم من يدفعون الدم. علما أن السنوار كان مطلعا على المفاوضات أولا بأول لا بل هو صاحب الكلمة الأولى فيها. زد على ذلك أن رئيس الحركة الشهيد هنية هو من إقليم غزة.

    من الجدير ذكره هنا أن حماس مقسمة إلى ثلاثة أقاليم: إقليم غزة وإقليم الضفة وإقليم الخارج.. وفي أي انتخابات تصوت فيها الأقاليم الثلاث.
    بعد استشهاد هنية بدأت المشاورات لاختيار قائدا للحركة وبعد تمنع خالد مشعل وخليل الحية عن رئاسة الحركة خرج اسم محمد اسماعيل درويش رئيس مجلس الشورى كخيار وكان هو الأقرب لتولي رئاسة الحركة، وفي مساء يوم الثلاثاء فوجيء الجميع بطرح السنوار نفسه لقيادة الحركة، ومباشرة حاز على اصوات إقليمي غزة والضفة، الأمر الذي جعل من موافقة اقليم الخارج تحصيل حاصل فكان أن حصل على شبه اجماع، وسط ذهول من المراقبين المعنيين والقريبين من حركة حماس.
    هنا لا بد وأن نشير إلى أن حركة حماس والتي تضم تيارين "سياسي واعسكري" ازدادت فيها أسهم التيار العسكري والذي هو في أغلبه أسرى محررين بحيث أصبح أكثر حضورا ونفوذا في السنوات الأخيرة.
    وأنتج تناغما ونوعا من المجاملة بين إقليمي الداخل على حساب إقليم الخارج.

    بعض المراقبين قرأوا اختيار السنوار بأنه
    إعادة تموضع واقتراب أكثر مما عرف باسم "محور المقاومة" ناحية دعم الحركة ومحاولة أيضا لتحفيز الرد الإيراني ورد محور المقاومة على اغتيال هنية. لأن أهم ما تحتاجه غزة الآن وقف العدوان أو تخفيف الضغط باشتراك قوى أخرى بفتح جبهات أخرى.
    وبالرغم من صوابية القرار من هذه الزاوية إلا أن هناك تخوفات جدية يطرحها كثيرون من تبعات، تموضع قيادة الحركة ضمن محور المق اومة على الحركة.

    بقي أن نقول أن الخطوة التالية هي اختيار نائب لرئيس الحركة، وإذا جاء من الشخصيات السياسية مثل الحية أو مشعل أو أبو مرزوق الذي يحسب له الفضل في فتح قناة روسيا وجنوب أفريقيا. قد يخفف من بعض التداعيات التي رافقت تسلم السنوار.. أما إذا جاء اختيار نائب رئيس الحركة وفقا للآلية السابقة بحيث يتواصل التناغم بين الإقليمين ويتم اختيار زاهر جباربين رئيس إقليم الضفة نائبا للسنوار.. عندها نستطيع أن تقول أن ذلك يعد قفزة في المجهول إن لم نقل أنه سيطرة فعلية للعسكر وانقلاب على الأسس التي ولدت عليها حماس وحلقت فيهما بجناحيها السياسي والعسكري.

    الإشارة الأخيرة التي لا بد منها أننا قد نكون استبقنا الأمور، فلا ندري إن كان القرار مؤقتا لحين إجراء انتخابات أو لحين انتهاء العدوان أم أنه سيستمر لمدة أربع سنوات.





    [08-08-2024 12:10 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع