الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم - محمو أبو هلال
منذ اغتيال رئيس حركة حماس اسماعيل هنية والعالم يشهد حراكا دبلوماسيا بعضه معلوم وأكثره بعيدا عن الإعلام.
الحراك يتمركز في الدوحة وأخذ بعدا آخرا بعد انضمام السفير الإيراني للمفاوضات "وطبعا بشكل غير مباشر".
محور الحراك الدبلوماسي هو الرد الإيراني أو الربط بين عدم الرد ووقف الحرب.
المتشائمون يرون ما يجري في الدوحة الآن ما هو إلا استمرار لذات اللعبة الأمريكية "الإسرائيلية" المفضوحة منذ بداية العدوان، والتي يتقاسمان فيها الأدوار.
ويعتقدون أن هذا الحراك هو فصل من المسرحية، وسيقوم نيتنياهو بالتفاوض عليه وربما ربما.. ربما.. قد يقبل به.
(طبعا بعد تعديله وإفراغه من اي مضمون) وطبعا بدون أي إلتزام أو ضمان بوقف الحرب على غزة نهائيا. بمعنى هدنة لأسابيع وتخفيف المأساة المدنية في غزة، وتبادل أسرى (سيسوقه نيتانياهو كإنجاز شخصي) مقابل الامتناع عن الانتقام المنتظر والذي تقول المؤشرات أنه سيكون أقوى من الرد الاستعراضي السابق وسيكون صعب الهضم على "إسرائيل" وقد يتدحرج حسب رد دولة الاحتلال على الرد إلى نزاع إقليمي لا تريده أمريكا ولا إيران.
المتفائلون يعتقدون أن الظرف قد يكون مناسبا ناحية المآلات، حيث سيعتبر كل طرف نفسه منتصرا أو ليس خاسرا بالحد الأدنى.
دولة الاحتلال ستعتبر نفسها منتصرة لأنها قتلت رئيس حركة المقاومة حماس ونائبه ومجموعة من القيادة العسكرية للمقاومة، وخلفت دمارا هائلا في غزة.
وستعتبر المقاومة نفسها منتصرة لأنها لم تنكسر وأن الشعب الفلسطيني في غزة لم يهاجر وتحمل كل هذا الدمار ولم يستسلم.
وسيعتبر الطرف الإيراني أنه السبب الرئيسي في وقف حرب الابادة. وسيعتبر حزب الله نفسه أنه الوحيد الذي وقف بجانب الشعب الفلسطيني وأنه أوقف الاشتباك مع الاحتلال عندما أوقف الاحتلال الحرب على غزة.
ويعتقدون أن هذا هو السلم المناسب للجميع للنزول عن الشجرة ثم يعلن بعدها كل طرف عن انتصاره.