أحداث اليوم - كل التضامن والتعاطف والمواساة والمساندة لضحايا "عملية الهواتف" في لبنان. الاختراق الصهيوني الغربي لأجهزة اتصال حديثة يستعملها الحزب اللبناني وتفجيرها، عملية ممكنة وقد استخدم لفظ "عادية" جدا.
الهوّة التكنولوجية بيننا وبين الغرب عميقة جدا. كل الثورات العلمية الحديثة، بدءا بالثورة الصناعية وصولا إلى الثورة الرقمية، هي منجزات غربية خالصة. حتى تمكُّن دول من المجال الإسلامي، إيران وتركيا ، من تحقيق قفزات علمية مهمة في مجالات التكنولوجيا الحديثة لا يمكنه ردم هذه الهوة في أفق منظور.

الترويج لوهم امتلاك قوى المقاومة لقدرات تكنولوجية تضاهي في تطورها قدرات الغرب الاستعماري هو ترويج للوهم والخديعة.
أتفهّم التعاطف والحماس والحب المفرط للحقّ وتمنّي انتصاره القريب. لكنني لا أتفهّم كل هذا حين ينحرف إلى مغالطة للذات أولا ولجمهور القضايا العادلة.
تكنولوجيات الجوسسة والاستخبار ما زالت احتكارا غربيا خالصا ولعلها هي وحدها الآن ضمانة تفوقه التكنولوجي وهيمنته على العالم.

أنا أؤمن طبعا أن الروح التي تحرّك مقاتلي الحرية قادرة على تحدّي تكنولوجيا الحرب الحديثة، وحرب تحرير فيتنام نموذج حيّ يثبت هذا، والصمود الغزاوي الأسطوري سنة كاملة تحت قصف همجي لكل آلة الغرب الحربية يثبت هذا. ولكن ذلك ليس قانونا، فضلا عن أن تكلفة هذه المواجهة المختلة باهظة جدا...
وما حدث اليوم في لبنان مثال حي على هذه التكلفة.

كل المواساة للأبطال الصامدين في وجه الهمجية الصهيونية الأمريكية.