الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم - يتواصل العدوان الصهيوني بشكل شامل وغير المسبوق على جنوب لبنان ومدن أخرى من بينها العاصمة. وهو في حقيقته عدوان على كل لبنان.
الكيان يصول بآخر أنواع سلاح الطيران الأمريكي المزود بأشدّ الصواريخ فتكا، وقد شاهدنا منه عروضا إجرامية في غزة.
مئات الطائرات في هجمات الأيام الماضية على قرى وبلدات عديدة في الجنوب وعلى مدار الساعة، وقد زاد عدد الشهداء عن 400 وعدد الجرحى زاد عن 1400 جلهم من المدنيين، حسب وزارة الصحة اللبنانية.
اغتيال قيادات من النخبة من "قوة الرضوان" أطمع العدو في كسر حزب الله والتفكير في اجتياح الجنوب اللبناني إن لم يكن أعد لذلك أصلا. وهدفه الأساسي إعادة مستوطنيه إلى الشمال الفلسطيني. وثني الحزب وتقليم أظافر الحزب إن لم يستطع أن يعيده خلف الليطاني بضرب قوّته الصاروخية.
هذا الوعي لا بد وأن ينقل المقاومة في جنوب لبنان إلى توسيع المواجهة والمرور إلى ما أسماه نائب أمين عام الحزب "معركة الحساب المفتوح". وكان على هذا مؤشرات اليوم من خلال تواصل القوة الصاروخية وخاصة الصواريخ بعيدة المدى. وينتظر أن يتاكد هذا مع الوقت.
جيش الكيان الذي تهشم في غزة كان بدأ صولته بالقضاء على حماس واستعادة أسراه في وقت قياسي.
وهو نفسه الذي يظهر جبروته وإجرامه في جنوب لبنان وستنكسر صولته حتما. وسيمر الحزب، بعد استيعابه العدوان الكاسح وترويضه، إلى الهجوم الذي سيعتمد القوة الصاروخية، قد يضطر معها الكيان للدخول في حرب برية وقد تتحول تدريجيا إلى حرب استنزاف.
جيش الكيان المنهك في غزة غير قادر على حرب المطاولة أكثر من أي وقت مضى، ولذلك هو يعمد بصَوْلته إلى حسم سريع للمعركة.
أيام عصيبة وحاسمة، وهي جزء من معركة الطوفان الكبرى واستراتيجيتها في التحرير.
الموقف الأمريكي من العدوان الشامل على لبنان كما يظهره خطاب إدارتها هو نفسه موقفها كما أظهره خطابها حول الحرب على غزة.
وهو خطاب لم يكن قادرا على إخفاء شراكة الإدارة الكاملة في العدوان على لبنان والحرب على غزة.
وهاهي تُحرك قواتها وأساطيلها باتجاه المنطقة تحت ذرائع واهية. فقد حصل عندها يقين بأن دولة الكيان الوظيفية صارت مستطيعة بها، وفقدت كل أمل باستعادة قدرتها على الردع في المنطقة.
محمود أبو هلال