الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم - هذا التدمير الجنوني الذي ارتكبه الكيان في غزة ويرتكبه الآن في لبنان هو عودة العنف الاستعماري وهي نفس الحرب التي شنت على مجتمعاتنا نحن العرب في جغرافيتنا وتفتيتها؟
المراوحة بين جحيم القنابل الحارقة في غزة ولبنان الآن وقبلهما تدمير العراق وسوريا واليمن وليبيا، وخطط الترتيبات السياسية الناعمة الموزّعة على بقية جهات عالم العرب ليست سوى تقديرا من قبل الغرف الاستعمارية لخصوصيات كل دولة من دولنا وما يناسبها من أدوات التدمير.
كل الخارطة العربية استباحتها جيوش الانجليز والفرنسيين عسكريا بالحديد والنار على امتداد قرن ونصف، قبل أن ينشئوا دولة الكيان النازي في قلب هذه الجغرافيا المفتتة، وتنضمّ إليهم الإمبراطورية الأمريكية الصهيونية الصاعدة بعد انتصارها في الحرب الامبريالية الثانية لتشاركهم استعمارنا وتختار الهيمنة علينا بديبلوماسية الرعب والقوة الصامتة.
الآن، وبعد أن نشأت في غزة ولبنان نماذج حركات تحرير مزعجة فعليا لهذا الاستعمار المجرم الرازح منذ قرنين على أرضنا، يبدو أن الكيان فرض على أمريكا خيارا جديدا لاستدامة استعمارهما لنا، فلم يعودا يكتفيان بفرض حكام عملاء وبالاستعمار الاقتصادي والمالي وممارسة الترهيب الاستراتيجي، بل مرّا إلى ممارسة الإبادة الشاملة.
ما يجري منذ سنة في غزة من إنهاء ممنهج لكل مظاهر الحياة، وما لوّح به بلينكن وزير المستعمرات الأمريكي من أن أعداد القتلى في لبنان ستتجاوز غزة، يؤكد أن الاستعمار الأمريكي الصهيوني للعرب، كل العرب، همجية بدائية تهدد وجودنا جميعا.
سيدفع ثمن السكوت عن جرائم الاحتلال -فضلا عن التواطؤ معها- كل العرب، دولا وشعوبا.
في الأثناء.. تناقش نخب العالم العربي فيما إذا كانت إيران قد باعت حزب الله" متناسين أن العرب باعوا غزة، علما أنهم هم المستهدفين وليس غيرهم.