الرئيسية أحداث اقتصادية
أحداث اليوم - وقّعت شركة تطوير العقبة ومجموعة APMT العالمية، الأربعاء، اتفاقية استثمارية بقيمة 242 مليون دولار، لتطوير ميناء حاويات العقبة وتحويله إلى ميناء أخضر، استجابة للمتطلبات العالمية للحد من الانبعاثات الكربونية، بحضور رئيس الوزراء جعفر حسان.
ووقّع الاتفاقية الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، والرئيس التنفيذي لمجموعة APMT العالمية كيث سفيندزن، بحضور وزيري الاتصال الحكومي محمد المومني والدولة للشؤون الاقتصادية مهند شحادة، ورئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز.
وفي حديثه لـ "المملكة"، قال الرئيس التنفيذي لشركة تطوير العقبة حسين الصفدي، إن الشركة تؤمن بتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، موضحا أن تجديد وتمديد الاتفاقية بين شركة تطوير العقبة ومجموعة APMT، التي بدأت منذ 2006، يعتبر أحد النماذج الناجحة بين الطرفين.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من توقيع الاتفاقية هو تطوير ميناء حاويات العقبة ليصبح "ميناء صديقا للبيئة وميناء أخضر"، وهدفنا مع مجموعة APMT العالمية، أن نكون من أوائل الموانئ في المنطقة إقليميا وعالميا، ومن أول 40 ميناء في العالم.
الصفدي، أكد على أن الهدف الرئيسي للاتفاقية أن يصبح ميناء حاويات العقبة "أخضر خاليا من الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% مع عام 2030 وصفر انبعاثات كربونية في عام 2040".
وتوفر الاتفاقية كذلك فرصة رفع الطاقة الاستيعابية لميناء حاويات العقبة لتصل لأكثر من1.7 مليون وحدة مكافئة، تضمن احتياجات المملكة للعقدين المقبلين بما في ذلك تجارة الترانزيت للدول المجاورة، كما تتضمن الاتفاقية أيضا تنفيذ مشاريع لتطوير البنى التحتية والمعدات المينائية وفق أفضل الممارسات العالمية.
وأشار إلى أن هذه الشراكة مع مجموعة APMT ومجموعة ميرسك العالمية، استحدثت "خطين مباشرين من ميناء العقبة إلى الولايات المتحدة وزادت نسبة المناولة عبر ميناء العقبة 17% وعززت دور العقبة كمركز لوجستي استثماري، موضحا - على سبيل المثال لا الحصر – أن الأردن كان يركز دائما على تصدير المنسوجات والألبسة إلى الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية، ولم يكن قبل قرابة سنتين خطوط شحن مباشرة بين العقبة والشواطئ الأميركية.
وأشار إلى أن هناك جوانب أخرى في الاتفاقية تجعلها ضمن أفضل 3 اتفاقيات في العالم لأن شركة تطوير العقبة لها حصة في الشركة وأيضا تتقاضى حقوق الامتياز، وهدفنا الرئيسي نكون بمصاف الموانئ الإقليمية والعالمية في هذا المجال مجموعة إيه بي أم تي من أهم الشركات في هذا المضمار.
ومن شأن هذه الاتفاقية أن تسهم في تعزيز تنافسية ميناء العقبة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ما يعزز من قدرة العقبة على جذب الاستثمارات الأجنبية ومكانتها كمركز حيوي للتجارة وسلاسل الإمداد.
وتأتي هذه الاتفاقية ترجمة لرؤية التحديث الاقتصادي التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار المحلي والأجنبي لغايات زيادة أرقام النمو الاقتصادي وتوفير الفرص الاقتصادية.
وتشكل اتفاقية التطوير والإدارة المشتركة لمشروع ميناء حاويات العقبة، التي وافق عليها مجلس الوزراء الأسبوع الماضي، دعما إضافيا لهذا المشروع الذي يعد من أنجح مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص من خلال الشراكة بين شركة تطوير العقبة وشركة APMT والممتدة منذ عام 2006.
وتوفر الاتفاقية مزايا عديدة من أهمها: استثمار أجنبي مباشر في المملكة بقيمة 242 مليون دولار، حيث سيتم البدء بتنفيذ الاستثمارات المتوافق عليها والانتهاء من معظمها قبل نهاية العقد الحالي عام 2031.
وتبلغ القيمة التقديرية لحصة شركة تطوير العقبة من الإيرادات المتوقعة الاتفاقية حوالي 2.5 مليار دولار خلال الفترة الواقعة ما بين العام 2024 ولغاية نهاية اتفاقية التمديد عام 2046، علاوة عن الضرائب ومساهمة الميناء في الاقتصاد الوطني.
وستتيح الاتفاقية المجال أمام شركة ميناء حاويات العقبة لدعم مركز العقبة للتميز بمبلغ نصف مليون دينار للمساهمة في تنفيذ برامج رفع القدرات والتدريب للكوادر الأردنية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
- مركز إقليمي لوجستي -
وأكد الصفدي على أن الاتفاقية التي وقّعت الأربعاء سيتم البدء بتنفيذها خلال الربع الأول في العام 2025، وأجرينا ورش عمل مع المجموعة من خلال الكوادر المحلية في شركة تطوير العقبة والإعداد للبدء في الاستثمار الفعلي في هذه الفترة.
وأشار إلى أن الاتفاقية ستعمل على توفير "دعم لإنشاء كلية ميرسك العالمية لأن مجموعة إيه بي أم تي؛ هي إحدى شركات مجموعة ميرسك العالمية للشحن، وبالتالي وجودنا ضمن هذا الائتلاف والشركة يعزز دور العقبة كمركز إقليمي لوجستي استثماري، وشهدنا سابقا العديد من النجاحات في هذا المجال".
وأوضح الصفدي أن إنشاء كلية ميرسك في العقبة يسهم في تدريب الشباب الأردني وتصدير الخبرات الأردنية للعمل في المنظمة اللوجستية والمينائية والشحن البحري إقليميا وعالميا، لافتا النظر إلى وجود خطة واضحة وبرامج جرى إعدادها بالتفصيل مع الشركاء للبدء في الميناء الأخضر في القريب العاجل.
وقال الصفدي إن الاستثمار في هذا الحجم في الميناء ومرافقه يسهم في تسريع العمل في مشروع آخر في صدده وهو إنشاء منطقة لوجستية تتعلق بالأمن الغذائي وفي العقبة خاصة وللأردن بشكل عام، لمساعدة التجار والمستوردين في هذا القطاع.
وأضاف أن إنشاء مثل تلك المشاريع يعزز دور المورد البشري الأردني وأيضا من خلال التدريب المهني من خلال شركة ميرسك، وهناك العديد من الاستثمارات ستكون في داخل حرم ميناء حاويات العقبة، وبالتالي الحاجة إلى خلق العديد من الفرص للشباب الأردني وتحريك عجلة الاقتصاد في شتى النواحي في العقبة الخاصة.
وقال إن جزء من الاتفاقية يسهم في زيادة انسيابية البضائع ضمن ميناء حاويات العقبة وتشجيع التصدير من خلال الميناء، مضيفا "عندما نصل إلى 1.2 مليون حاوية في السنة هناك خطة لتوسعة الميناء والمساحة محجوزة في هذا الموضوع وتم الاتفاق مع الشركاء في الاستثمار المباشر".
وأشار الصفدي إلى أن "تحويل الميناء إلى ميناء أخضر سيسهم إلى حد كبير إلى جذب شركات الشحن العالمية إلى العقبة"، مضيفا "شهدنا في بداية العام بعض التحديات في الشحن البحري بسبب الظروف التي تمر بها المنطقة، إلا أن شراكتنا العالمية أسهمت في تعزيز انسيابية البضائع إلى العقبة من خلال منظومة الشحن العالمي ومن خلال خطوط الشحن الذي تدار من خلال مجموعة APMT والشركات الشقيقة".
- إيجاد فرص عمل -
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة APMT، كيث سفيندزن، إن الشركة وقّعت اليوم اتفاقية ناجحة لتطوير ميناء الحاويات في العقبة، مؤكدا أن الشركة متحمسة جدا لهذه الفرصة التي تخطو خطوة مميزة نحو المستقبل.
وأضاف سفيندزن، عبر "المملكة"، أن الاتفاقية ستعمل على تعزيز الاستثمار وجعل الميناء أخضر مقارنة بمثيلاته من الموانئ في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز إيجاد فرص العمل للأردنيين في ميناء حاويات العقبة.
وأشار إلى أن تحويل ميناء العقبة إلى ميناء أخضر، يعزز من الكفاءات الأردنية العاملة في القطاع، وخلق كفاءات مميزة، وذلك عبر تدريب العاملين، مبينا أن ميناء العقبة سيكون من ضمن أوائل الموانئ الخالية من الانبعاثات الكربونية.
وأوضح سفيندزن، أن الاتفاقية ستعزز البنية التحتية في المملكة، مؤكدا أن هذا المشروع يعد استثمارا طويل الأجل.
وبين أن الأردن يعد موقعا مميزا للاستثمار في المنطقة، مضيفا "نأمل بالوصول لاتفاقيات في الإقليم لتعميم تجربة تحويل ميناء حاويات العقبة إلى ميناء أخضر".
وتابع سفيندزن، "بيئة الاستثمار في الأردن مهمة جدا وعندما نبدأ مشاريع للبنية التحتية ستكون مطمئنا لأن الأردن لديه بيئة مستقرة وآمنة، عملنا على مدار 20 عاما ماضية، ولم نرى بيئة إيجابية مثلما وجدنا في الأردن".
- استقرار المناخ الاستثماري -
وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة نايف الفايز، لـ "المملكة"، إن الاستثمار الأجنبي بتحويل ميناء الحاويات إلى ميناء أخضر يؤكد استقرار المناخ الاستثماري للأردن رغم التوتر الإقليمي.
وأوضح أن الاتفاقية تأتي ضمن الرؤية الملكية وضمن الاستراتيجية التي أطلقت في العقبة قبل بضعة أشهر لتكون العقبة ضمن المدن الخضراء مع العام 2023، مبينا أن الاتفاقية لها أبعاد اقتصادية وبيئية وستكون ميزة لوضع العقبة على الخريطة العالمية من حيث الموانئ الدولية ومن حيث الكفاءة وأيضا كميناء أخضر على مستوى المنطقة.
وأشار الفايز إلى أن هذه الشراكة هي شراكة حقيقية واستثمار أجنبي في الأردن والعقبة، مما يؤكد على المناخ الاستثماري المتميز الذي نفتخر به في الأردن.
وقال إن التخلص من الانبعاثات الكربونية هو من المتطلبات العالمية للشحن البري والبحري والجوي، وهناك التزامات دولية للتخفيف من الانبعاثات الكربونية وعلى هذا الأثر "سيكون هناك التزامات مستقبلية"، ولهذا السبب كان لا بد أن يكون هناك خطوات استباقية لنكون منافسين على مستوى المنطقة والعالم.
الفايز، أكد على أن الاتفاقية رسالة دولية عن ثقة المستثمر بالاستثمار في الأردن، ما يؤكد على البيئة الاستثمارية والمناخ الاستثماري المستقر في الأردن والبيئة الاستثمارية التي تقدمها العقبة للمستثمرين كافة.
ولفت النظر أيضا إلى الإعلان عن الاستثمار في خط السكك الحديدية، الذي سيكون في وقت قريب وسينطلق من العقبة، ومشروع الناقل الوطني، الذي له دور رئيسي والذي ينطلق من العقبة من خلال تحلية المياه.
وأوضح الفايز أن الخطة لتكون العقبة مدينة خضراء بحلول العام 2030، هي ضمن المحاور الرئيسية ضمن استراتيجية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، التي أعلن عنها مؤخرا، مشيرا إلى بدء إعداد خطط لتطوير موانئ النفط والغاز والركاب في العقبة.
وبين أنه رغم التحديات التي شهدتها المنطقة، يوجد خطط تنفيذية للاستراتيجية التي أطلقتها سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، بالشراكة مع القطاع الخاص.
يشار إلى أن شركة ميناء حاويات العقبة شهدت منذ بدء اتفاقية الشراكة والتطوير عام 2006 تطورا كبيرا في مسيرتها، وكفاءة عالية في تشغيل ميناء الحاويات، الأمر الذي يعكسه التحسن الكبير في أداء الميناء من حيث زيادة الإنتاجية بنسبة تجاوزت 300% مقارنة مع الفترة ما قبل عام 2006، وكذلك توسعة الرصيف القائم ليصبح بطول 1000 متر بدلا من 500 متر، وزيادة الطاقة الاستيعابية للميناء إلى 1.3 مليون حاوية بدلا من 600 ألف حاوية.
وبلغ إجمالي عوائد شركة تطوير العقبة من حقوق الاستثمار وتوزيعات الأرباح حتى منتصف العام الحالي ما مقداره 561 مليون دينار أردني موزعة بين تحصيلات حقوق الاستثمار بقيمة 396 مليون دينار أردني، وحصة شركة تطوير العقبة من توزيعات الأرباح بقيمة 165 مليون دينار أردني.