الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أبو هلال يكتب : غائط على وسائل التواصل

    أحداث اليوم - لن أعتذر عن العنوان.. فأنا لم أسمع بامة تعرّضت لابادة ومجازر مروعة بينما تخوض نخبها ومفكريها واساتذة جامعاتها والباحثون والمحللون مناكفة بينية، ولم تُشكّل الابادة لعقولهم أي إحراجات فكرية وخُلُقية وسياسية تدفعهم إلى الإشارة عن الأسباب الرئيسية لهذا الخراب.. وبالحد الأدنى التوقف عن المناكفة.
    بعد الاعلان عن اتفاق وقف اطلاق النار على الجبهة اللبنانية ذهب العرب كل إلى خندقه في قبالة العربي الآخر يتحدثون عن النصر والهزيمة.. يا ويلنا.
    عندما احتاجت أمريكا إلى الإسلام والجهاد لضرب الاتحاد السوفياتي في أفغانستان نادت المنابر "حي على الجهاد" ومول الأعراب الحرب المقدسة ضد الكفار. وعندما أرادت أمريكا أن تنتقم من فيتنام التي اخرجتها مكسورة، تحالفت مع أسوء نسخة من "الكفار" الشيوعيين الخمير الحمر الذين قاموا بابادة لاكثر من مليون كمبودي. وعندما خرج الاتحاد السوفياتي من أفغانستان قالوا إسلام سياسي ظلامي يضطهد المراة ويفرض عليها النقاب! ولابد من نظام علماني وديمقراطي.
    ماذا فعلت بريطانيا وأمريكا مع أكبر حكومة علمانية عرفها الشرق؟ تحالفت السي أي ايه مع بريطانيا ونظمت انقلابا على محمد مصدق فقط لانه أمم شركات النفط و انتزعها من الشركة البريطانية "برتش بتروليم". ماذا حدث عندما ارادت تدمير الثورات العربية ونشر قواعدها في سوريا والعراق؟ نادى الخطباء في المساجد "حي على الجهاد" وشكلت "الجيش السوري الحر" وتحالفت مع الاسلام الجهادي وتركته يشكل دولة امام اعينها لتجد مبررا فيما بعد ل"محاربته" وبناء قواعد لا نعلم متى ترحل.
    لا أحد يتحدث عن أنظمة الحكم العربية المسؤولة عن كل هذا الخراب وعن هذه المآلات والتي تعمل لدى الغرب الاستعماري.
    هذه الأنظمة أنظمة "عدوهم" واحد ولهم نفس البروباغندا إذا أصبح اليسارييون قوة يمكن ان تُهدد مصالحهم رفع العربان المصاحف واستنفروا الخوف على الاسلام ونادت المنابر بالجهاد ضد الكفار، واذا اصبح الإسلامييون قوة تحولت الوهابية الي حركة علمانية وأصبح "الاسلام السياسي" خطرا (خطرا على من تحديدا؟).. ويتلقّفُ الحداثي والتنويري والتقدمي الطعم ويتحالف مع "العالم الحر" ضد " أعداء الحقوق والحريات" و"أعداء المراة" و"قيم الحداثة".
    الإبادة التي مورست وما زالت على غزة؟ لا عالم حر يبكيها ولا حقوق ولاحريات ولا مرأة ولا طفل ولا قيم حداثة تحميها؟ ظلامية القرون الوسطى تقوم بها حداثة العالم الحر.. ذبح للحقوق والحريات وللنساء والاطفال.. واستقبال للقتلة في عواصم الانوار وترحيب بالمجرمين من ألهة الحقوق، وفي الضفة الأخرى مزيدا من الغائط العربي.
    الكفار تهمة استعملتها الأنظمة السياسية ضد من يقارعها سلطتها،
    ومصطلح الإسلام السياسيّ تهمة تستعملها الأنظمة الحاكمة لإقصاء خصومهم " الإسلاميين" كما كانوا من قبل يتهمون المعارضين بأنهم شيوعيون وكفار؟.
    لا فرق بين الشيوعية والإسلام السياسي في الاستعمال السلطوي المتغلب.. ولو أن الشيوعية أو القومية أو أية فكرة أخرى كانت اختيار الشعوب واستقطبت الشارع لكانت هي العدو دون سواها ولكانت الأحزاب الموصولة بها عنوانا للإدانة من قبل الحكام ووكلائهم وأعوانهم والسائرين في ركابهم.
    لنظام الرسمي العربي وحده هو المهزوم والمأزوم والمنصوب والمرفوع والمجرور..
    والرحمة للأحرار والشهداء
    محمود أبو هلال





    [28-11-2024 01:46 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع