الرئيسية مقالات واراء
أحداث اليوم - {ولسوفَ يعطيك ربك فترضى...}
هذا الوطنُ بُنِيَ بالدَّمِ والحبِّ والكبرياءِ والمروءةِ، وهذه الأرض حَمَلت في أحشائها مئوية الصَّبر والرِّضا والبناء والإنجاز.
وما زال "الخاكي" يرسمُ حِداء الفخر، والدموع المسجّاة بحياء الرجال؛ كي تُسقي "الهدب".
" الخاكي" و "الكاكي" بنىَ وطناً هو بين الرِّمش والعين؛
نريده كما هو دون زيف، أو روايات قلق و"كوابيس" خوف.
سنكتُب بالمجاز ...
لقد أتعبنا البوح، وأضنتنا "سبايا" الروح، ولعل أحلامنا يجري اختزالها بالعبث، ولون قمحنا يُغادرُ صبح العاديات، وفجر الثُّغور ذات كرامة، وتجلّيات حسُّنا الذي لا يخيب، وعفّتُنا المُعفَّرة بالصَّمت المُدان يتمُّ رَدمُها.
لنا شمسنا، وأمسنا، وهمسنا الذي لا يغيب
لا نريدكم أنْ تُغيّروا جُلُودنا؛ لقد تاهت حروفنا في لغة "البُغاث".
فلا مجازٌ يُغنينا، ولا إيجازٌ يُبقِينا؛ بعد أن تغيرت الوجوه في أقدارنا.
سيبقى لونُ الوطنِ ك"حيّةِ موسى" يبتلعُ سِحرَ البُغاةِ، والعُصاةِ، وشُذَّاذ الآفاق.
وسيلعَنُنَا نجيعُ دمّ الشُهداء، وتضحيات البُناة الأوائل؛ إن فرطّنا في قدَاسة التراب.
هذا الوطن لكلِّ مَنْ آمن به، وشدَّ الوِثاق من أجله.
هذا الوطن هوَّية الحِداء، والخبز والشاي، و"العونة" في حَصاد القمح، ورسالة الرَّصاصة الأولى من بطحاء مكّة، وعنفوان الأُباة، وصمت القابضين على جمر الوطنية الشَّريفة.
عمّون النديّة، ومعصمها الواثق؛ لنْ تطالها الدِّعة والهوان، وشمس الأردن باسقة.
وإربد الوفيّة، حارسة الهويّة، مرقد عرار القائل "يا أردنيّات، إن أَودَيْتُ مغتربًا، فاْنسِجنَها –
بأبي أنتنَّ - أكفاني، وقُلنَ للصَّحبِ: وارُوا بعضَ أعظُمِهِ، في تَلِّ إربدَ.. أو في سَفحِ شيحانِ".
والكرك العذّية بوّابة الديمقراطية، وبوحها المُخضّب بتاريخ أهل الهيّة؛ أن الأردن باقٍ بَقاء القلعة.
والبلقاء النَّقيّة؛ حيث السلط، وأريحية الأمس العابقة برائحة القدس، وحواكير الفحيص، وماحص المغروسة بكل تجليات الوطنية والانتماء.
ومعان الرَّضيَّة الطَّاهرة بعشقها العنيد للثرى، وموئل الأحرار في رحلة الشتاء والصيف.
والفدين أرض الزعتر والشُّهداء، وبادية العزّ والنخوة، وعجلون الرابضة على جنبات القلب، وجرش الشامخة، وزرقاء الجيش والجند، ومأدبا الوافية بأهلها وسهلها.
نريد لهذه الأرض أن تبقى....
ولهذا الوطن السيّد ان لا يشقى....
دعونا نتفق؛ أن هويّة الوطن لا تًلغي أحداً.....
وأن مشروع الدولة لكل المؤمنين بقدسية التُّراب، وشرف الوطنية، وصدق الانتماء للعرش.
لا تصادروا لون القمح فينا ....
فالوطن السيّد كالمرجان لا يحيا إلا في بحر الهويّة.
نخشى على وطنٍ أنكرهُ أهله..... وطمع فيه بعضه... ومارسوا تقيةً لم نألفها، وقسوةً لم نشهدها من ذي قبل ...
نخشى على خبز الصاج والطابون أن يُستبدل...
نخشى من زمنٍ أنهكهُ قدره.
أيها الوطن السيّد:
هي كلمة، أنت ولا غير، وفيك سنبقى...!