الرئيسية
كواليس
أحداث اليوم - ضياء الطلافحة
ترامب أيقن تمامًا أن تهجير الفلسطينيين أمر شائك ومستحيل لشعبٍ حاولوا عبر سنوات طويلة إبعاده عن أرضه.
بعد اللقاء الأخير مع الملك، لم يتحدث ترامب أبدًا عن خطته بشأن التهجير.
ترامب قالها علانية أمس: "فوجئت برد الأردن ومصر بشأن غزة.. وسأكتفي بالتوصية بخطتي ولن أفرضها".
في البداية، سعى ترامب للفت الأنظار والظهور بصورة الرجل القوي "قول وفعل" من خلال الترويج لخطته، ولكنه اصطدم برفض أردني ومصري، بالإضافة إلى النقطة المهمة وهي تمسك أبناء غزة بأرضهم.
على صعيد الدبلوماسية الأردنية:
واجه الأردن و"الملك" تحديدًا هجومًا "مبرمجًا" لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
بدأ الهجوم مع نقل رويترز لأخبار مغلوطة على لسان الملك، وساهمت وسائل إعلام عربية بترويجها، ما فتح المجال لجماهيرها للإساءة.
الجماهير العربية التي هاجمت الملك والأردن عبر السوشال ميديا، كانت غالبيتها من دول متهرلة تعاني من حروب أهلية تساقطت فيها العروش، دول تحكمها العصابات والميليشيات، وكانت تؤيد الأنظمة الديكتاتورية وصارت تصفق لسقوطها.
الدبلوماسية الأردنية، وسط ضجيج تصريحات ترامب، وتشكيك وتخوين العرب للأردن وموقفه، عملت بذكاء وبهدوء دون الالتفات لمن ينبح في الخارج والداخل.
الأردن كان له ما يريد، وتأثيره على الساسة في الولايات المتحدة الأمريكية كان واضحًا وسريعًا.
جميعنا يعلم أن ترامب "ما برمي واطي لأحد"، ومع ذلك، خرج في اليوم التالي للقاء الملك وأعلنها أن الملك رفض خطته، مادحاً الملك والشعب الأردني.
المستغرب لم يكن الهجوم الخارجي على الملك والأردن بقدر ما كان الغريب الهجوم الداخلي، لكن الملك رد عليهم "بوخذوا الأوامر من الخارج عيب عليهم".
يهاجمون الأردن في كل مرة يعتقدون أن هذه البلد سيسقط، وفي النهاية هم من يسقطون.
الأردنيون، من خلال استقبالهم للملك، أكدوا لمن في الخارج وللأتباع في الداخل أنهم بصف الملك، وأن موقفهم رافض لكل ما يمس ثوابتهم الوطنية.
نسأل المولى عز وجل أن يحمي هذا البلد من شر الأعداء في الخارج وأتباعهم في الداخل.