الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    برودة المنخفض والاستعدادات لرمضان: رواتب المواطنين في خبر كان

    أحداث اليوم - انس خشاشنه- لم يكون المواطن كاظم يعلم أنه سيقع ضحية الالتباس في توقعات المتنبئين الجويين، ويكتشف أنه أنفق من ميزانية أسرته المخصصة لشهر رمضان لتلبية الاحتياجات المفترضة لاستقبال الكتلة الهوائية القطبية التي كان من المفترض أن تحمل معها، وفق التنبؤات، ثلوجًا، وبالتالي إغلاقات ستحيل بينه وبين توفير ما تلزمه أسرته خلال المنخفض .
    المنخفض الجوي الذي أطلق عليه ناشطون اسم "جلمود" اختطف جزءًا ليس يسيرًا من الرواتب التي وصلت البنوك مع بواكير التنبؤات الجوية، ما دفع المواطنين، ومنهم المواطن أيسر، للهبوط بسرعة إلى الأسواق، وشراء كميات ليست قليلة من السلع، فقد يضطرون مع "جلمود" الانتظار طويلًا في المنازل، قبل أن يغادر سماء المملكة .
    تزامن نزول الرواتب هذا الشهر مع الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان المبارك، وجاء "جلمود" ليزيد في طين ميزانيات الأسر بلة، ما أدخل حابل "الجلمود" بنابل الشهر الفضيل، وإذا بالرواتب تتبخر بسرعة، وتنكشف أحوال الأسر، أو أن الأسر قد تستطيع الصمود أسبوعًا أو أسبوعين على أكثر تقدير .
    يتفق الخبير الاقتصادي حسام عايش مع الاستهلال السابق للموطن أيسر، ويقول إن الظروف الجوية السائدة، مثل توقعات تساقط الثلوج، أسهمت في زيادة إقبال المواطنين على شراء المواد الأساسية بشكل مبكر، ما أدى إلى استهلاك جزء كبير من الرواتب قبل حلول الشهر الكريم. ونتيجة لذلك، أصبح من الصعب على العديد من الأسر الوفاء بمتطلبات رمضان الأساسية .
    وأشار عايش إلى أن الإنفاق على متطلبات رمضان للأسر المتوسطة الحال قد يصل إلى 700 دينارًا، بزيادة تصل إلى 50% عن المعدل الشهري المعتاد. وأضاف أن الأجور في الأردن شهدت زيادة بنسبة 1.45% لعام 2023 مقارنة بالعام الذي سبقه، لكن هذه الزيادة لا تتماشى مع معدل التضخم، مما يواصل تأثيره على القدرة الشرائية للمواطنين .
    وبين عايش أن حوالي 75% من الأردنيين يتقاضون رواتب أقل من 600 دينار، مما يجعل الإنفاق على متطلبات رمضان يفوق قدرة شريحة واسعة من الأردنيين .
    من جهة أخرى، يؤكد المحلل الاقتصادي عوني الداوود أن الحكومة ممثلة بمؤسسة الضمان الاجتماعي قامت بخطوة مهمة بصرف رواتب المتقاعدين قبل أسبوع من حلول رمضان، وهو ما أسهم في تحريك الأسواق الاستهلاكية. كما أن المكرمة الملكية التي قضت بزيادة الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى إلى 350 دينارًا، ستحرك الأسواق في المملكة، فالقرار يشمل حوالي 17 ألف متقاعد .
    وكان الداوود قد نشر على صفحته على فيسبوك: قامت بعض الصناديق الجامعية والتعاونية بتأجيل دفعات الأقساط إلى ما بعد رمضان، فيما سعت بعض الشركات الخاصة إلى صرف رواتب شهر شباط مبكرًا لتسهيل شراء احتياجات رمضان. الدراسات تشير إلى أن الاستهلاك في رمضان يزيد ثلاث مرات عن المعدل المعتاد، مما يجعل توفير السيولة للمواطنين خطوة مهمة لتحفيز النشاط الاقتصادي .
    وأضاف على حساب أن هذا التوفير سيعزز القطاعات الاقتصادية المختلفة، خاصة القطاع الزراعي، حيث ستشهد مبيعات الخضار والفواكه واللحوم نشاطًا ملحوظًا. كما ستزداد الطلبات على المواد الغذائية الرمضانية، وتنشط العروض الرمضانية في الأسواق والمولات، مما يعزز النشاط التجاري في العديد من القطاعات مثل الفنادق والمقاهي .





    [23-02-2025 03:29 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع