أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية ورئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، وفاء بني مصطفى، أن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يولي أهمية كبيرة للاستثمار في العقول الشابة وتعزيز بيئة الابتكار، مشيرةً إلى التطور النوعي الذي شهدته المملكة في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة.
جاء ذلك خلال مشاركتها، مساء أمس الأربعاء، في الحدث الجانبي الذي نظمته سلطنة عُمان تحت عنوان "المرأة العربية نحو الإبداع والابتكار: عصر الثورة الصناعية"، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ69 للجنة وضع المرأة في نيويورك.
وأوضحت بني مصطفى أن الريادة والإبداع يمثلان جسر الأردن نحو مستقبل مزدهر، مؤكدة أن رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالة الملك تهدف إلى تحقيق نمو مستدام ورفع جودة الحياة للأجيال القادمة، وذلك من خلال التركيز على ثمانية محركات رئيسية، من أبرزها الريادة والإبداع والخدمات المستقبلية.
وأشارت إلى أن الأردن، بفضل الأمن والاستقرار الذي يتمتع به، أصبح مركزًا حيويًا للإبداع والريادة، حيث يحتضن بيئة داعمة تسهم في تحويل الأفكار الخلّاقة إلى إنجازات ملموسة، لا سيما في مجالات التعليم والبحث العلمي وتحديث المناهج. كما شهدت المملكة إدخال برامج متخصصة وتخصصات جديدة في الجامعات، مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، إضافةً إلى إنشاء حاضنات ومسرعات أعمال، مثل مؤسسة ولي العهد، صندوق دعم الابتكار، مركز الملك عبدالله الثاني للتصميم والتطوير، وأويسس 500، والتي تسهم في تحويل الأفكار إلى مشاريع قابلة للتطبيق.
ولفتت الوزيرة إلى أن الشركات الناشئة الأردنية باتت تنافس على المستوى العالمي في مجالات التكنولوجيا المالية، والتجارة الإلكترونية، وتطوير البرمجيات، والذكاء الاصطناعي، مشيدةً بنجاح عدد من الشركات الريادية الناشئة على المستويين المحلي والدولي.
وشددت على ضرورة تعزيز ثقافة الإبداع في المجتمع عبر توفير بيئات تعليمية تشجع التفكير النقدي وحل المشكلات، إلى جانب الاستثمار في البحث والتطوير، مؤكدة أن تمكين الشباب والمرأة يعدّ محركًا أساسيًا للابتكار.
وفي سياق متصل، حذرت بني مصطفى من التحديات التي قد تفرضها التكنولوجيا الحديثة، مشيرة إلى أهمية التركيز على أخلاقيات التعامل معها. وأكدت أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده، أتاح إمكانية التزييف العميق للصور والفيديوهات، مما قد يؤدي إلى التضليل الإعلامي، والاحتيال، وانتهاك الخصوصية، موضحة أن تحليل البيانات الضخمة قد يُعرّض الأفراد لمخاطر استخدام معلوماتهم الشخصية بطرق غير أخلاقية.
يُذكر أن الدورة الـ69 للجنة وضع المرأة، التي تترأسها هذا العام المملكة العربية السعودية، تناقش تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين، إضافةً إلى استعراض التحديات التي تؤثر على تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030.