الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أمي

    أحداث اليوم - محمد أبوعريضة
    أنتِ الربيعُ، وإلا لما اختارَهُ عيدُكِ موعدًا لخروجِهِ إلى الدنيا
    هل هي مصادفةٌ أن يلتصقَ الربيعُ بكِ، مذ كان هناكَ ربيعٌ، وكانت هناكَ امهاتٌ يُنجبنَّ حنطةً وحبًا.
    الربيعُ أولُ الخلقِ، إذ تُخرِجُ الأرُض أزهارَها
    الربيعُ والأمُ صنوان، إذ تنجبُ الأُم أطفالَها، ويزهرُ الربيعُ لوزًا وخزامًا
    أما السنابلُ، فالجنينُ في رحمِكِ أيتهُا الأمُ، ينتظرُ اكتمالَ حباتِها.
    والبلابلُ تشدوا اليومَ نغماتَها
    والنسيمُ يسري قبلَ الرياحِ وعليلِها
    والريحانُ يراقصُ عبقَ حنانِها
    وحروفُ الشعرِ تحتفي بالأخضرِ ورائحِة الأرضِ ..
    رائحةُ الأمِ وهي تحرِّكُ رغيفَ الطابونِ
    لغاتِ الأرضِ تعجزُ عن وصفِ اللحظة
    لكنّكِ يا أمي تفسيرينا وتختمينَ الوصَف بالوصفِ
    أنتِ الأخضرُ والأصفرُ والدحنونُ وعينُ الجدولِ وآخرُ نهارِ العشقِ
    وأنتِ أمي لا تخشينَ الأصفرَ ..
    تمقتينَ الألوانَ الباهتة، فاليقينُ يقينٌ، حتى لو طغتْ ألوانٌ لا نعرفُ أسماءَها
    أأحمرٌ لونُ الخبيزةِ أم ترائي للأخضرِ لونَ الوردِ في حضرِةِ ربيعِكِ يا أمي
    أأصفرٌ لونُ العجزِ أم ترائى لنا أنّنا نجترُ لونًا لم نَلمس بعدُ ملامحَ احتجابِهِ
    ماذا أهديكَ أيها الربيعُ في يوم قدومِكَ؟
    بماذا أفديكِ يا امي، وأنتِ تغسلينَ وجهَ الأرضِ بماءِ الوردِ والزعتر؟
    أيها الربيعُ ... أيتها الأم
    خِلتَنا أيها الوجدُ رَضعناكَ غربَ عينِ الماءِ أو تحتَ المطر
    خِلتَنا أيها الحبُ عشقناكَ يومَ سقطتْ أوراقٌ صفراءَ في خريفٍ ذهبَ إلى آخرِ الرُزنامَةِ
    خِلتَنا أيها القيظُ نقطفُ الكرمةَ في بستانِ الكرزِ الأحمر
    كلا
    نحن الربيعُ لأنَّ أمنَا وُلدَت فيه
    وازدانت كما الربيعُ بألوانِ السماءِ وبرائحةِ الأرض
    نعم، نحن الربيعُ .. هو الربيعُ ... بل هو الأمُ أو أكثرَ قليلًا
    فهلُّمَ نقطِفَ زهرةً نرسُمُها زنارًا من الحبِ تطوقينَ بها الكونَ ذاتَ ربيع





    [21-03-2025 01:01 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع