الرئيسية مقالات واراء
هنالك امر طريف في تعامل النظام السوري مع الاْردن خلال الفترات الأخيرة وبخاصة فيما يتعلق بالاتهامات يجعلنا نشعر ان الاْردن هو الذي يقود ويوجه كل فصائل المعارضة العسكرية هناك بما فيها التي تقف من الاْردن موقفا عدائيا مثل عصابة داعش.
اخر الاتهامات كانت للأردن بانه هو من ادخل الإرهابيين الى مخيم اليرموك الفلسطيني في سوريا حيث كانت مجموعات من تنظيمات متشددة قد سيطرت على المخيم ، والغريب ان من قاموا بالسيطرة على المخيم وفقا لمصادر وتصريحات سورية وغير سورية ينتمون الى عصابة داعش التي نعلم جميعا ويعلم العالم طبيعة علاقتها بالأردن
وقبل حكاية مخيم اليرموك أعلنت سوريا ان الاْردن متهم ايضا بانه يقف وراء سقوط مدينة أدلب السورية الهامة بيد المعارضة بعد هزيمة النظام فيها ، وقبل أسابيع كانت معارك درعا وكانت ايضا الاتهامات للأردن بان له يد فيها ، والطريف اننا لانسمع من النظام السوري اتهامات لغير الاْردن ، وكان الاْردن هو الذي يحتل سوريا من خلال سيطرته ودعمه لتنظيمات المعارضة ، ولا نسمع من النظام السوري اي اتهام للدول التي لا تخفي هي سعيها وجهدها لاسقاط النظام وتقوم بفتح حدودها او استعمال حدود الآخرين لاستيراد كل انواع المتطرفين واستضافة كل انواع المعارضة وادخال الاسلحة والمعدات بل واستضافة التدريب ، فلماذا الاْردن هو المتهم بكل شيء بينما من يقومون بالعبث في سوريا وإنشاء ودعم التنظيمات لانسمع بحقهم اي اتهام !!!
لكن المفارقة ان ماجرى على الحدود الأردنية السورية الأسبوع الماضي من معارك بين النظام والمعارضة وأدى الى هزيمة قوات النظام وانسحابها من المركز الحدودي الرسمي ووقوعه بيد فصائل معارضة كان أمرا مزعجا للأردن أمنيا وعسكريا وفيه أضرار اقتصادية ، فإذا كان الاْردن يحتل سوريا وهو الذي وراء هزيمة النظام في ادلب ومخيم اليرموك واماكن اخرى فلماذا لم يطلب من هذه التنظيمات ان تبتعد عن هذه الحدود وان يتجنب الاثار السلبية لسقوط المركز الحدودي الرسمي بيد مسلحين بدلا من جهات رسمية سورية ؟؟؟
هنالك إسراف سوري وتبذير فوق العادة في توجيه الاتهامات للأردن ، رغم ان سوريا وكل متابع يعلمون من هي الدول التي تعمل ليل نهار لاسقاط النظام هناك وليس منها الاْردن ، لكن الامر له اسبابه عند النظام التي ليس منها ان للأردن دور حقيقي في إشعال نار الحرب ولا استمرارها لأننا متضررون ، بل ان النظام السوري هو الذي جاء بميليشيا حزب الله وحتى قوات اخرى موالية لإيران ووضعها قرب حدودنا الشمالية ، بل ان الاْردن هو الذي يساهم بشكل جاد في ضرب عصابة داعش في سوريا وهو امر يخدم النظام السوري، هذا اذا صدقنا ان داعش لا تتوافق مصالحها مع مصالح النظام السوري ؟!
وفق اتهامات النظام فان الاْردن هو اللاعب الرئيس في قيادة قوى المعارضة العسكرية ، واتباع الاْردن هم من هزموا النظام في ادلب ومخيم اليرموك وأماكن اخرى ، لكن ماهو المطلوب من النظام السوري فقط ان يقول الحقيقة ، وان يتحدث بموضوعية عن جوهر الموقف الأردني الذي كانت أولويته بعد الحفاظ على مصالحه وأمنه ان يتوقف نزيف الدم والتشريد السوري عبر حل سياسي حقيقي وليس عبر صب الزيت على نار الحرب هناك.
بقي القول ان الاْردن وفي ظل كل النيران التي حوله من حقه بل من واجبه ان يحمي ارضه ومواطنيه بكل الوسائل ، فان لم يفعل هذا فهو مقصر بحق نفسه ، اما الاتهامات فقد تحولت الى امر طريف.