الرئيسية مقالات واراء
المؤكد أن الملفات الخارجية وعلى رأسها الملف السوري والحرب على الارهاب بما فيها استشهاد الطيار الكساسبة رحمه الله اضافة الى الملف المصري الذي يتداخل مع ساحتنا الاردنية... ، المؤكد ان هذه الملفات وطريقة ادارة الدولة لها فضلا عن وعي الاردنيين ساهمت في تصليب الجبهة الداخلية الاردنية بل كانت هذه الجبهة نموذجا اقليميا ودوليا.
لكن الملفات الخارجية على أهميتها وتأثيراتها المباشرة على الداخل الا انها لا تغني عن اعادة تسخين الملفات الداخلية ، ومن يراقب حركة جلالة الملك يجده يلفت انتباه الحكومة والقطاعات المختلفة الى اولوياتنا الداخلية سواء كانت قطاع السياحة او الملف الاقتصادي بشكل عام أو الاستعداد من الهيئة المستقلة لمواسم انتخابات البلديات ومجالس اللامركزية او قطاعات المرأة وقصص النجاح....
اليوم الاحاديث المسيطرة علينا جميعا هي احاديث الملفات العربية والاقليمية ، وهذا امر طبيعي في ظل سخونة هذه الملفات ، لكن الى جانب هذا نحتاج الى تسخين للملفات الداخلية ليس باتجاه الجدل والخلاف بل الانجاز والخروج الى مرحلة جديدة ، وهذا يستدعي ان تتحرك مؤسساتنا الدستورية بسرعة أكبر لبعث الحيوية في أوصال المجتمع ومؤسساته من خلال الاسراع في انجاز التشريعات التي تنبثق عليها المواسم التي تزيد من حيوية الدولة والناس وتأخذنا الى مسارات تتناسب مع ما نملكه من استقرار وامان.
ولعل قانون الانتخاب الذي اعلنت الحكومة أنه سيخرج الى الضوء الصيف القادم هو القانون الاكثر قدرة على تسخين الجبهة الداخلية سواء بالنقاش حوله ثم بالاستعداد للانتخابات النيابية القادمة التي تفصلنا عن موعدها الدستوري اقل من ( 20 ) شهرا بالحد الاقصى.
ومما يبعث الحيوية في الحياة العامة عمليات التجديد في المؤسسات ليس لغايات التغيير فقط بل بما يحمله هذا من زيادة حيوية المؤسسات وتجاوز القناعات السلبية او التراكمات التي تحتاج الدولة للتخلص منها بعد كل مرحلة.
قبل اسابيع تحدث الملك للاردنيين بلغة سياسية وطنية في خطاب ما زلنا نعيش اجواءه الايجابية، وكما كان الخطاب ضروريا ومهما، فان الضرورة كبيرة لتسخين الملفات الداخلية ايجابيا.