الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
تدخل عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية مع تحالف عربي ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم في اليمن اسبوعها الثالث الخميس دون ان تظهر حتى الآن اي بوادر لنهاية الحرب او لفتح نافذة دبلوماسية للخروج من النزاع.
ماذا انجزت "عاصفة الحزم" في غضون اسبوعين؟
سيطرت قوات التحالف منذ ربع الساعة الاول على الاجواء اليمنية بشكل كامل فيما دمرت مقاتلات السعودية وحلفائها قسما كبيرا من مخازن الاسلحة والدفاعات الجوية والرادرات ومنصات الصواريخ البالستية التابعة للحوثيين او القوات الحكومية الحليفة لهم والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي يعد القوة الحقيقية خلف الصعود المثير للحوثيين منذ 2014.
وشن التحالف غارات يومية استهدفت مواقع الحوثيين في شمال اليمن وجنوبه، لاسيما في معاقلهم على الحدود اليمنية الشمالية مع السعودية.
واكد المتحدث باسم العملية العميد احمد العسيري مساء امس ان "اسبوعين او ثلاثة اسابيع ليست بالوقت الكثير بالنسبة لعملية عسكرية اذا ما كانت عملية منظمة".
وقال ديبلوماسي غربي "من الواضح ان التحالف اوقف اي احتمال لهجوم حوثي بري على الحدود السعودية"، كما حصل في 2009.
لكن العملية التي شنت بالاساس عندما كان الحوثيون على وشك الدخول الى عدن، لم تمنع المتمردين الزيديين الشيعة من الدخول الى المدينة.
وحقق الحوثيون مكاسب موضعية في عدن التي باتت مسرح حرب شوارع بين الحوثيين وحلفائهم من جهة، والمسلحين الموالين للرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي من جهة اخرى.
وقالت ماري اليزابيث انغر رئيسة بعثة منظمة "اطباء بلاد حدود" التي تدير برنامج اغاثة في المدينة الجنوبية ان "السيطرة على احياء عدن تتغير من فريق الى اخر كل يوم كما ان الطرقات مقفلة (...) انها حرب شوارع".
وكان هادي غادر عدن التي اعلنها في وقت سابق عاصمة مؤقتة للبلاد بسبب سيطرة الحوثيين على صنعاء، بالتزامن مع بدء الضربات وما زال حتى الآن في السعودية مع العلم ان الهدف الرئيسي المعلن للتحالف هو الدفاع عن "الشرعية" المتمثلة بشخصه.
من هي القوات المسلحة التي تحارب الحوثيين على الارض؟
تقاتل الحوثيين مروحة واسعة وغير متجانسة من المجموعات المسلحة التي بدأ يحظى بعضها بدعم من قوات التحالف.
وابرز هذه المجموعات هي "اللجان الشعبية" الموالية للرئيس هادي والتي سبق ان ساهمت عام 2012 في طرد تنظيم القاعدة من محافظة ابين المجاورة.
الا ان القوات المناهضة للحوثيين تضم ايضا مجاميع مسلحة من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال او بالادارة الذاتية، وذلك بسبب العداء للحوثيين الشماليين الذين ينظر اليهم كمحتلين للجنوب.
كما تقاتل الحوثيين مجموعات قبلية واسلامية سلفية ومجموعات من المقاومة الشعبية، وذلك مع اتخاذ النزاع طابعا طائفيا بامتياز كمواجهة بين المتمردين المدعومين من ايران والمتحالفين مع الزيدي علي عبدالله صالح، والقوى السنية الموالية للرئيس هادي المدعوم من السعودية.
وتشارك القاعدة ايضا في المعارك مع الحوثيين فيما يخشى مراقبون من امكانية استفادتها من حالة الفوضى لتحقيق مكاسب على الارض في الجنوب.
ما هي الكلفة الانسانية للنزاع؟
قتل 540 شخصا على الاقل واصيب 1700 بجروح في اليمن منذ 19 اذار وفق حصيلة اعلنتها منظمة الصحة العالمية الثلاثاء.
اما صندوق الامم المتحدة لاغاثة الطفولة "يونيسيف" فقد اشار الى وجود مئة الف نازح بسبب النزاع.
واكدت المتحدثة باسم الصليب الاحمر في اليمن ماري كلير فغالي لوكالة فرانس برس ان الوضع الانساني في اليمن "سيء جدا" و"كارثي في اقل تقدير في عدن".
ويمنع العنف المتفاقم في عدن المصابين من الوصول الى المنشآت الطبية فيما تقوم المجموعات المسلحة الختلفة ال
ويستورد اليمن، وهو من افقر دول العالم، اكثر من 90% من جاحاته الغذائية، ما يضع البلد تحت ضغط كبير مع استمرار قطع الطرقات البرية والبحرية والجوية، كما ان الحرب تضغط على البنية التحتية للمياه في البلاد، لاسيما في صنعاء التي كانت ستصبح في كل الاحوال اول عاصمة من دون مياه في غضون اقل من عشر سنوات.
كيف يمكن ان تنتهي الحرب وهل من نافذة دبلوماسية تفتح؟
اكد مصدر خليجي ان العملية "ليست مسألة ايام او اسابيع" مشيرا الى ان الحرب قد تستمر "ستة اشهر".
وحشدت السعودية 150 الف جندي على الحدود مؤكدة استعدادها للتدخل بريا اذا لزم الامر، الا ان اي بوادر لهذا التدخل لم تظهر بعد.
ويواجه التحالف مسالة التدخل البري الشائكة بكثير من الحذر، فمن جهة، لا يمكن لقوات التحالف ان تضمن تغيير الاوضاع على الارض من دون تدخل بري، ومن جهة اخرى قد يتحول التدخل البري الى مستنقع مكلف جدا لدول الخليج.
وكثفت الولايات المتحدة شحناتها من الاسلحة لدعم التحالف بحسب ما صرح مسؤول اميركي بارز.
كما قدمت دول الخليج الى مجلس الامن الثلاثاء مشروع قرار يفرض عقوبات على كل من عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين الحوثيين في اليمن واحمد صالح نجل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وتطلب دول التحالف ومعها الرئيس هادي، ان يتخلى الحوثيون عن اسلحتهم وان يعودوا الى معاقلهم في الشمال قبل وقف العملية.
وفي ظل انعدام افق الحل السياسي حتى الآن، اعلن الرئيس الايراني حسن روحاني الثلثاء في ختام لقاء عقده مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان ان تركيا وايران متفقتان على ضرورة وقف الحرب في اليمن وتشجعان على التوصل الى حل سياسي.