الرئيسية مقالات واراء
تناكف ابني (غاندي – خمس سنوات ) مع ابني (وطن – سبع سنوات) ..وتطورت المناكفة إلى ما يشبه ( الهوشة) ..لأنها لم تخلُ من (تلطيش كفوف ) و ( معط شلاليط) و مسبات من طراز رفيع ..فتداركتُ الأمر باعتباري (حكيم العائلة)..و اعطيتُ لهما درساً في (الأخوّة) و لأننا العرب مغرقون في الخطابة و الكلام اللعلوعي فقد استحضرتُ من ضمن كلامي لهما المقولة الشهيرة (عمر الدم ما يصير ميّة) ..فهزّا رأسهما و لبّيا رغبتي بالعناق و التسامح ..(اللي مش مصدقني ؛المشهد مصوّر فيديو)..!
بعد قليل ..حضر إليّ غاندي و قال لي ساخراً و معترضاً : انا اعتذرت عشانك مش لأن الدم ما ينزّل ميّة ..! ضحكتُ على كلمة (ينزّل) بدل (يصير) ولكنه قال جملة خطيرة وقالها بالعربية الفصيحة : أنا كنت أدافعُ عن نفسي ..ووضع ضمّة فوق حرف العين في كلمة أدافع ..(و اللي مش مصدقني ؛ المشهد أيضاً مصوّر فيديو ) ..!
هذا الصباح ..وقبل أن يخرج ابني (وطن ) إلى المدرسة سألني : بابا شو معنى الدم ما يصير ميّة ..؟ قلت له : يعني الاخوان دايما يحبّوا بعض ..فقال لي : طيّب فاهم ..بس شو معنى الدم ما يصير ميّة..؟ انتبهتُ إليه بعمق ..يبحث عن صلة (الدم و الماء) و لا يبحث عن دلالة المعنى ..! فعلاً : ما معنى أن الدم ما يصير ميّة ؟؟ بالتأكيد أن عربياً ما قاله وقت (نخوة) لا وقت (فض اشتباك) بين الأخوة ..لأن ما يجري بين الأخوة الآن صار الدم فيه ماءً و كابتشينو و كاتش أب ..!!
الدم الأخوي تجاوز كل آبار الماء ..وكل محيطات الدنيا وبحورها ..وصار هذا الدم (عزرائيل) برتبة (شقيق) كل مهمّاته تحويل (الدم الأخوي) إلى ( بح ما فيش ) ..!! واللي مش مصدقني ؛ المشاهد كلها مصورة فيديو و تعرض وما زالت على مدار الدقيقة في كل فضائيات الدنيا ؛ حتى البورنو ..!!