الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
بعد سلسلة من أعمال التدمير لتراث العراقي وذاكرته التاريخية في الموصل، بدءاً من تدمير آثار نينوى الكلدانية ودولة الحضر وما كان شاخصاً من قلاع ومنائر ومساجد أثرية للأنبياء، وكنائس بنيت منذ عهود سحيقة، أقدمت عصابات داعش الإرهابية على تفجير قصر الملك فيصل الأول مؤسس الملكية في العراق (1920 - 1958م) وفي الوقت نفسه فجّر التنظيم قلعة الأتابكة (باشطابيا) الأثرية في الموصل، ليؤكد هذا التنظيم أن مهمته الأساسية ليس زعزعة الاستقرار فحسب، إنما محو رموز الحضارات الإنسانية القديمة التي مرت على العراق.
القصر الملكي
وكان مصدر في إدارة الآثار، قال أمس إن «داعش» قام بتفجير قصر الملك فيصل الأول بالكامل، الواقع في منطقة «الدندان والجوسق» في الجانب الأيمن من مدينة الموصل. وتحتوي منطقة الدندان على بيوت أثرية قديمة لمسؤوليين عراقيين سابقين وشخصيات مرموقة وعائلات موصلية عريقة منذ العهد العثماني والملكي وحتى الجمهوري. وسيطر «داعش» على هذه البيوت وحوّل بعضها إلى مقرات له ثم بدأ في تفجيرها بعد إخلائها نتيجة استهداف مقراته.
ووفق قائمة مقررة للتفجير، سقط القصر الملكي في الموصل الذي كان يسكنه الملك فيصل الأول في عشرينات ذاك القرن، حين يزور الموصل ويتفقد الألوية الشمالية، آنذاك، وأصبح، أيضاً، مقر إقامة أبناء العائلة المالكة.
وكان هذا القصر قبل ترميمه وتهيئته للملك داراً لإحدى العائلات الموصلية استأجرتها إدارة الخزينة الملكية الخاصة من تلك العائلة في عهد ناجي شوكت الذي كان متصرفاً للواء الموصل، كما اتخذ هذه القصر مؤقتاً مقراً للجنة تخطيط الحدود العراقية - التركية، ومسكناً لإقامة أعضاء اللجنة المذكورة بموافقة الملك.
وظل القصر خالياً إلا حينما يحل الملك أو ضيوفه زائرين للموصل.
قلعة الأتابكة «باشطابيا»
أما قلعة باشطابيا التي بنيت في أول عهد الأتابكة الذين حكموا الموصل 521 - 660 هـ/ 1127-1261م بعد انهيار حكم السلاجقة في العراق، فكانت إحدى القلاع الشهيرة التي ترمز إلى أحد العهود المستقرة، آنذاك، والتي أعقبت فترة دمار وخراب في العهد السلجوقي السابق لها، وقد أسس الدولة الأتابكية (عماد الدين بن اق سنقز)، وتعاقب أولاده وأحفاده عليها، وكانوا كما قال فيهم ابن الأثير: «نعمة أنعم الله بها على أهل الموصل، بما حققوه من الأمن والعدل والرخاء، ونشر العلوم والفنون، وعاد إلى الموصل أهلها المشردون»، وفي ذلك الوقت بنيت قلعتهم «باشطابيا» لترمز لعهدهم منذ 750 عاماً.(القبس الكويتية)