الرئيسية مقالات واراء
من الواضح أننا مقبلون على مرحلة تصبح فيها "العطسة" بحاجة الى ترخيص ، والتثاؤب الى "عدم محكومية" وحك "الخشم" الى إذن أشغال.. فقد وقع بين يدي الاسبوع الماضي كتاب عجيب غريب من نوعه ، صادر عن وزارة الأوقاف وموجه الى رئيس الوزراء يطلب منه ان يسبق أي نشاط ديني تقوم به أي جهة - مهما صغرت - في المملكة أخذ موافقة مسبقة من وزارة الأوقاف...وتالياً نص الكتاب :
(دولة رئيس الوزراء الأفخم..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...أرجو دولتكم التفضل بالعلم أن من واجبات وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أن تقوم بالإشراف والمتابعة والترخيص لكافة الجمعيات والمراكز والنشاطات الدينية وذلك بموجب التعليمات رقم "147" لسنة 2010 بمقتضى المادة 4 من قانون الجمعيات رقم "51" لسنة 2008.
راجياً دولتكم إصدار توجيهاتكم الكريمة لكل من وزارة الداخلية ووزارة التنمية الاجتماعية ووزارة الثقافة بان لا تقوم بترخيص أو فتح أي مركز او جمعية او اعطاء أي تصريح لنشاط ديني الا من خلال وزارة الأوقاف صاحبة الصلاحية وذلك لضبط هذا النوع من النشاط ضمن السياسة العامة للدولة الأردنية ...وتفضلوا بقبول فائق الاحترام...وزارة الأوقاف)..
أنا اتفق مع ما جاء في الكتاب حول الإشراف والمتابعة والترخيص للجمعيات والمراكز لضبط سلوك هذه الجمعيات والمراكز من الناحية المالية والتوجه ، لكن ان يُربط إقامة أي نشاط ديني بأخذ موافقة مسبقة من وزارة الأوقاف فهذا مستهجن جداً ..
ترى ماذا لو رغبت مدرسة بإحياء يوم الاسراء والمعراج او أقامت كلية جامعية احتفالاً دينياً بمناسبة المولد النبوي هل يستوجب هذا موافقة من وزرة الأوقاف ؟
وهل حب النبي صلى الله عليه وسلم واحياء الشعائر الدينية والاحتفال بالأيام المباركة يحتاج الى اذن وترخيص من وزارة الأوقاف؟
ماذا لو أردت ان أذبح عقيقة لأحد أبنائي هل يشترط ان اخبر وزارة الأوقاف بذلك؟ هل علي ان أحضر مندوبين من مديرية الأوقاف التابع لها ليشرفوا على شروط العقيقة و"بطحها" وتوزيع لحمها على الأقربين؟
وهل سيأتي يوم لا يتم فيه "طهور" الصبي الا بموافقة وزير الأوقاف شخصياً او من ينوب عنه ..ثم هل عليّ ان أرسل دليل "الطهور" بكيس بلاستيكي لأقرب مديرية أوقاف حتى يصدّقوا ان الطهور جرى ضمن السياسة العامة للدولة؟
ما هذا؟.