الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم -
أكد رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة بأن مجلس النواب "ينحاز للإعلام والجسم الصحفي في أزمته، ويريده سالما مستقلا"، داعيا في الوقت نفسه إلى "التعاون من أجل البحث عن حلول ناجحة قابلة للتطبيق لأزمة الصحف الورقية".
وفي تصريحات للصحفيين شدد الطراونة على أن الحلول الجذرية لأزمة الصحافة الورقية اليوم لا بد أن تأتي من الجسم الصحفي نفسه، وليس "عبر أملاءات تفرضها إدارات الصحف وحدها، أو عبر اللقاءات الأحادية الجانبية لتلك الإدارات".
وحول غضب بعض إدارات الصحف عند الطلب منها مغادرة جلسة المناقشة العامة التي خصصت لبحث أزمة الصحف الورقية؛ أكد الطراونة على أنه كان الأجدر أن يجلس الصحفيين تحت القبة وليس إداراتهم التي أوصلتهم لهذا المستوى من الخطر الذي يهددهم بالحرمان من أهم الحاجات الأساسية لهم والتي تتمثل في فقدان وظيفتهم ومهنتهم والدخل الناتج عنها.
وأوضح بأنه ليس من السهل أن يطلب من أعداد الصحفيين الذين كانوا جالسين على مقاعد الشرفات الجلوس تحت القبة، كما أن جلوس طرف واحد تحت القبة ممثل برؤساء مجالس الإدارات، وبقاء الصحفيين على الشرفات سيخل بمعايير مناقشة قضية الصحف بعدالة.
كما أوضح بأن من سمح لرؤساء مجالس الإدارات الجلوس على المقاعد تحت القبة هو وزير الشؤون البرلمانية وهو ليس المخول بذلك، لأن رئيس مجلس النواب هو الوحيد الذي يسمح بذلك من خلال صلاحياته في النظام الداخلي.
وقال الطراونة إن لجنة التوجيه الوطني قدمت مقترحات أوصى بها أعضاء اللجنة وصوت مجلس النواب على إرسالها للحكومة، مؤكدا في الوقت نفسه بأن تلك التوصيات لا تعني بأن يتوقف الجسم الصحفي "عن التفكير والمبادرة في البحث عن حلول ناجحة وسريعة لأزمة الصحافة الورقية على المدى القصير والمتوسط والطويل".
وشدد الطراونة على أن ما تتعرض له أقدم صحيفة في المملكة جريدة الدستور، وما تتعرض له صحيفة الرأي كذلك، هو نتاج سياسات خاطئة مارستها إدارات الصحف على مدى سنوات طويلة، ولا يعقل أن يتحمل الصحفيين تلك المسؤولية لوحدهم.
وأكد على أهمية الفصل بين السبب فيما وصلت له الصحف الورقية اليوم، والنتيجة الكارثية التي قد تحل بالصحفيين جراء تطبيق سياسات فردية انعكست سابقا، وتنعكس اليوم على المستوى المعيشي للصحفيين الأردنيين.
وحذر الطراونة من التهاون في التعامل مع أزمة الصحف الورقية، مؤكدا في حال تضررت تلك المؤسسات فإننا سنخسر صحافة متزنة جادة، وهو ما سيكون له أثر سلبي على معادلة الحريات الإعلامية من جهة، والمسؤولية الإعلامية من جهة أخرى.
ورفض الطراونة التعامل مع المؤسسات الصحفية على أنها شركات خاصة، في وقت أكد فيه بأن المؤسسات الإعلامية هي واحدة من أهم أدوات حربنا الفكرية والثقافية التي نعيش فصولها اليوم، وإننا في أمس الحاجة لصحافة جادة تؤثر بالرأي العام وتقوده بموضوعيتها وحياديتها لجادة الصواب.
وشدد الطراونة على أن أزمة الصحف الورقية تتمثل ببعدين مهمين الأول إداري وهو ويجب تصويبه بالسرعة الممكنة، والمسار الثاني يتمثل ببعض الثغرات المهنية التي يدركها الصحفيين وهم القادرين على تصويبها، والثقة بهم على تجاوز الأزمة الراهنة بمسؤولية واقتدار.
وطالب الطراونة نقابة الصحفيين أن تشكل لجان من الصحف الورقية وأن يبادر الجميع للشراكة في حمل المسؤولية والإسراع في طرح الحلول القابلة للتطبيق.
كما طالب أن تبدأ الحكومة في التفكير بمستقبل الإعلام في الأردن، وتحصين مؤسساته من شبح الإغلاق وتسريح الصحفيين. السبيل