الرئيسية أحداث المدينة
أحداث اليوم -
قال الفنان محمد الدغليس ان الفنان الحقيقي والمثقف المتنور هو المنقذ لكل من اراد ان يعيش في النور مبينا ان النقد الفني ( التشكيلي ) على الصعيد المحلي ضعيفاً وتعتريه المجاملة حتى كاد معدوما ، لافتاً الى ان رابطة التشكيليين الاردنيين غير قادرة على تقديم أي دور في خدمة المنتمين اليها عوضا عن الدفاع عن حقوقهم وايصال صوتهم .
واضاف في حوار خاص اجرته الزميل لينا العساف أنني دائما في كل فرصة سانحة في أي محفــل او تجمــع اردد بلا كـلل او مـلل بان الفـن و الابداع ضرورة ملحة في حياة الشعوب ، وعليه لا بد من تنشئة الاجيال عـــلى حـــب الفنـون بكل تنوعاتها ، واضعها شخصيـا بالتوازي او حتى قبل تلقين العلوم الصمـاء ، او المعــادلات المعقدة ، وهذه المساقات الفنية ليست كماليـات او ترفا لقتل الوقت او ملء الفراغ الزمني .
وبين الدغليس في حديثه ان تربية الابناء و البنات وتأسيسهم على محبــة الفنــــون الابداعيــة و الموروثـات التراثيــة هي الارض الطيبة التي تؤمن امكانية احتواء نشاطاتـــهم و قدراتـــــهم وصقلها بما يحذوهــم الى اعتناق الثقافة وتنمية احساسهم المرهف و يعمق انتمائهــم الوطنــي و يقيــم الوقــت لديهم بحيث لا تلهيهم التفاهات بصقل اخلاقهم وتهذيب تصرفاتهم ، وملىء وقتهم بمــا هو مفيد ، لتولد اجيال منسجمة متحابة سامية النية و الاهداف ، تتنافس على اثبات حضورها النافع ففي مثل هذه الظروف المرحلية التي تمر بنـا وبامتنـا من ارتبــاك الرؤيــة ، وضبابيــة استشراف المستقبل ، واختلاط الامور ، وتشعب الافكار وتداخلها ، لافتا الى ان الفنان الحقيقي و المثقف المتنور هو المنقذ لكل من اراد ان يعيش في النور ويتعدى هذا التشتت المخيف .
وعن النقد الفني قال المهندس الدغليس كنت قد قلت في حوار صحفي قبل سنوات بان النقد الفني ( التشكيلي ) على الصعيد المحلي ضعفيا وتعتريه المجاملة ، اما الان فاكاد اجزم ان النقد الفني المثمر او حتى العادي يكاد يكــون معدوما ، وذلك باعتقادي لاسباب متعددة :-
اولا:- عدم ايلاء الاهتمام اللازم بما يعرض في صــالات العرض المنتشــرة في الاردن – وقــد
يكون هذا عائدا للزخم الكبير لما يعرض من الغث و السمين .
ثانيا:-التباعد الواضح بين اجيال الفنانين خصوصا الفنانين الرواد الذين هــم مـؤهلــون للنقــد
الفني الحقيقي المؤثر في مسيرة الفن التشكيلي الجاري حاليا .
ثالثا:- عدم مشاركة او اهتمام الاعلاميون و الاعلام و الصحافة بهذا الموضوع . وايــلائــه مـا
يستحق من النقاش واطلاع المهتمون على الاراء البناءة في النقد الفني .
رابعا:- الركود القاتل في اقتناء اعمال الفنانين بكل مستوياتهم وتشجيعهم على البحث والتنافس
على التطور و الابداع .
خامسا:- ضيق الصدور عن تحمل الراي الاخر و النقد البعيد عن المدح و المجاملة .
واضاف في حديثه عن سبب طغي النمط التجريدي على المنجز التشكيلي للفنانين الاردنيين الشباب بين الدغليس ان هذا نابع من عدة معطيات و مسببات و قناعات هي :
اولا:- محاولة من الاجيال الجديدة لتقليد الفنانين الكبار الذين وصلوا لهذا النمط بعد تجارب
مريرة ومحاولات عديدة و المرور في مراحل عديدة من النماء الفني حتى وصلوا ما
وصلوا اليه .
ثانيا:- رواج اقتناء الاعمال التجريدية بشكل يفوق الاعمال الواقعية لاسباب ذوقية . او تقليد
اصم .
ثالثا:- استعجال بعض من يمتهنون الفن للوصول للقمة دون المرور في المراحل التاسيسية
الاكاديمية الضرورية و حرق المراحل التي تحتاج الى الوقت الطويل و المعاناة الكبيرة
في تعبيد الطريق الى القمة .
رابعا:- استسهال العمل الفني التجريدي الذي قد يؤدي احيانا الى عمل مميز بطريــق الصدفــة
وليس القصد الفني و الذي يعطي اللوحة المواصفات الفنية المتكاملة .
خامسا:- انتشار وسائل التواصل و الاطلاع على الفنون محليا وعالميا واعجاب الاجيال الجديدة
بالاعمال التجريدية على كل الاصعدة الفنية و الابداعية .
سادسا:- قد يكون التشوش الفكري الذي تعيشه الاجيال الحالية و الكم الهائــل مــن المعلومــات
و الثقافات و المعروضات العالمية – ومحاولة تقليد ما تفرزه الحضارات التي اصبحت
مندمجة في فكر هذا الجيل .
وفي حديثه عن رابطة التشكيلين الاردنيين وحاضرها المؤلم بان الرابطة اصبحت غير قادرة على تقديم أي دور في خدمة المنتمين اليها عوضا عن الدفاع عن حقوقهم وايصال صوتهم ، ماذا ننتظر من رابطة لا تملك من المال ما يمكنها من توظيف موظفة واحدة بدوام كامل لتستقبل الاعضاء وتتسلم متطلباتهم او تواصــلهــم مع رابطتهــم لافتا الى ان الرابطــة عاجزة عن استضافة أي نشاط فني او ثقافي او ندوة نقدية و السبب مادي بحـت لا ابــرئ احــد من ذبح الرابطة وعلى راس ذلك امانة عمان- والوزارات ذات العلاقة والقطاع الخاص الذي تخلى تماما عن الحد الادنى من الاهتمام و الدعم لرابطة التشكيلين وما شابهها من الروابط الاخرى.