الرئيسية أحداث محلية
أحداث اليوم -
اكد رئيس الوزراء الاسبق الدكتور معروف البخيت ضرورة التعالي على الخلافات والوقوف صفا واحدا ضد الارهاب والالتفاف حول القيادة الهاشمية والجيش العربي ومؤسساتنا الأمنية.
وقال خلال ندوة حوارية نظمها حزب التيار الوطني في مقره اليوم الاربعاء، ان اسلوب عصابة داعش الارهابية بقتل الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، اظهرت للاردنيين حجم الحقد والكراهية التي تتسم بها هذه العصابة المجرمة، لا سيما بعد الرد الحاسم والقاسي والسريع لقصاص الاجهزة الامنية منهم.
وقال ان عصابة داعش وجبهة النصرة نموذجان للأكثر تطرفاً بممارساتهم القتل وجز الرؤوس وسبي النساء والحرق، متبعين استراتيجية الترويع والتي تعد ذروة الحرب النفسية، لاسهامها في سقوط مناطق بيده قبل وصوله إليها، وهو استلهام معاصر لتجربة الاجتياح المغولي للمنطقة.
وبين انه كان من شأن الزلزال العربي الذي بدأ عام 2011 ، وتأثيره في المشهد الاستراتيجي الدولي والإقليمي، قد احدث تحولات وتغييرات متسارعة، انفجرت في العديد من الدول العربية.
وقال ان التنظيمات الارهابية تستثمر ثورة الإعلام الالكتروني بما تتيحه من فضاءات وإمكانات غير تقليدية في التواصل والتشبيك وبث الرسائل المروعة، بالاضافة الى ماكنة إعلامية متقدمة ستستمر بالعمل على استهداف الأردن، لإحداث شرخ بين الشعب والدولة عن طريق تكثيف الإشاعات المغرضة والكاذبة.
واكد البخيت، وعي الأردنيين لجهة محاصرة كل معلومة وإخضاعها لمحاكمة عقلية وعلمية، وهذا يتطلب من الإعلام الأردني ان يبقى يقظاً ومبادراً.
وحول مشاركة الاردن في حرب برية ضد عصابة داعش الارهابية اوضح البخيت ان واقع المشاركة مستبعدة، لاسيما وان قواتنا البرية تسهم في استراتيجية الحرب، لقيامها بتثبيت العدو، مانعة تغلغله، بالاضافة الى تأكيد العراقيين والسوريين عدم رغبتهم في تواجد قوات على أراضيهم.
واوضح ان الحرب ضد داعش ليست حرباً بالمعنى التقليدي ولا تناسب الجيوش النظامية، فهي لا تمسك ارضاً ولا تقيم مواقع دفاعية كلاسيكية ولا توفر أهدافاً للتشكيلات النظامية حتى تنفتح وتقوم بالهجوم التقليدي، ما يجعل الجيوش العراقية والسورية والعشائر أكثر معرفة بطبيعة الأرض، كتجربة الصحوات.
وبين انه يمكن تصور مشاركة برية ضمن تحالف عربي برعاية جامعة الدول العربية، في حال حددت الدول العربية أولوياتها، وتوصلت إلى أهداف محددة.
وقال البخيت، ان المجتمعات العربية تمر بأزمة تاريخية حادة تتمثل في الصراعات السياسة والمجتمعية الدائرة حالياً بغطاء مذهبي وطائفي والأخطر أن الدولة الوطنية العربية أصبحت في أكثر من بلد عربي، تترنح، لصالح المليشيات المسلحة المتطرفة أو الطائفية، في غياب الدول وانتشار العصابات.
واوضح انه لا يمكننا في الأردن التصدي للإرهاب وحدنا، ولا يمكن لنا القيام بإصلاح الخطاب الديني وحدنا، فالواقعية تتطلب إن نرتد إلى ذاتنا ونحصن بلدنا ونقدم النموذج، الى جانب استمرار تقديم المبادرات والأفكار ضمن إطار التعاون مع الدول العربية.
وشدد على انه يجب الا يؤدي انشغالنا بالحرب على الإرهاب عن استمرار مسيرة الإصلاح السياسي المتدرجة، وبوحي من رؤية جلالة الملك في أوراقه النقاشية الخمس التي طرحها مؤخراً.
واضاف انه يجب استكمال إقرار تشريعات قوانين الأحزاب، واللامركزية، وقانون الانتخابات، بما يضمن العدالة وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار بالاضافة الى تقديم الهوية الوطنية الأردنية الموحدة، كإطار لوحدة الدولة في مواجهة الإرهاب على المستوى الإقليمي، وبما يتجاوز الهويات والفرعية.
ونوه الى دور المؤسسات التربوية والثقافية في ردع هذا الفكر المتطرف بدءا من رياض الاطفال وحتى مراحل التعليم الأولى، وتطوير المناهج بالتركيز على قيم الإسلام في التسامح والاعتدال وقبول الآخر.
ولفت الى انه لطالما أن الأردن غير قادر لوحده على خوض معركة الإصلاح الديني، فيكمن الحل في الذهاب باتجاه الدولة المدنية الديمقراطية، مع بقاء التدين الفطري والخطاب الإسلامي المعتدل، والعودة للتركيز على رسالة عمان ومضامينها.
واكد البخيت ضرورة دعم وتعزيز قدرات جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، بشرياً وتقنياً ومعنوياً وإعادة خدمة العلم بشكل متطور وجديد.
كما دعا الى ضرورة دعم الجامعة العربية كونها منارة الوحدة العربية المحملة بفكرة العروبة، وبما يبعدنا عن الطائفية والمذهبية، معتبرا ان ثمة ضرورة باتت لإنشاء حلف عربي يتفق على إستراتيجية لمحاربة الإرهاب لاستعادة قيم العروبة والإسلام المعتدل والحداثة، وبما يضمن الأمن القومي العربي.
واوضح ان جلالة الملك بادر بالحديث مع مصر والسعودية لعقد قمة إسلامية تحت مظلة مؤسسة الأزهر الشريف يحضرها الراغبون من الدول العربية والإسلامية يكون هدفها تبيان قيم الإسلام العظيم وان هذه التنظيمات المتطرفة الإرهابية لا تمثل الإسلام ولا المسلمين.