الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
أثار استيلاء مجموعة تشكلت مؤخرا من رجال القبائل المسلحين ورجال الدين السنة على أجزاء كبيرة من محافظة منتجة للنفط بشرق اليمن انزعاج المسؤولين المحليين الذين يخشون من أن يستغل تنظيم القاعدة الموقف لتوسيع نطاق وجوده.
وأصبح اليمن وهو أفقر دولة في الجزيرة العربية الآن منقسما بين حكومة في المنفى تدعمها السعودية ومقاتلين شيعة متحالفين مع إيران يسيطرون على العاصمة.
واليمن هو أيضا موطن لأحد الفروع الأكثر خطورة من تنظيم القاعدة الذين يلوذون بالمناطق القبلية ويتم استهدافهم منذ سنوات في هجمات بطائرات أمريكية بدون طيار.
وفي الأيام الأخيرة تخلى الجنود فيما يبدو عن الكثير من مناطق محافظة حضرموت في شرق البلاد تاركين إياها تحت سيطرة مجموعة جديدة تطلق على نفسها اسم مجلس علماء أهل السنة. واستولى رجال القبائل المسلحون التابعون للمجلس على مطار ومنشأة نفطية في المكلا عاصمة المحافظة يوم الخميس.
وقال مسؤول محلي "لقد عين المجلس شبابا محليين من المنطقة لإقامة نقاط تفتيش بالقرب من منطقة حقول النفط ومرفأ تصديره وبالقرب من مطار الريان" مضيفا "الوضع الأمني هناك وفي المكلا الآن تحت السيطرة ويتسم بالهدوء".
ويقول سياسيون محليون إن المجلس وهو الآن يمثل فعليا السلطة الحاكمة في المحافظة غير منفصل عن تنظيم القاعدة بل يشمل بعض الشخصيات التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة في الماضي.
وتفاوض مع مسلحي القاعدة الذين ظهروا في شوارع المكلا قبل أسبوعين ومنذ ذلك الحين يبدو أنه توصل إلى نوع من التواؤم معهم إلا أن طبيعة هذه العلاقة تبدو غامضة.
وقال مسؤول في المحافظة لرويترز "تم تشكيل لجنة محلية (من رجال القبائل) لإدارة حضرموت وهذه اللجنة تصب في مصلحة تنظيم القاعدة."
وقال ناصر با قزقوز وهو سياسي يساري في عاصمة المحافظة إن شعورا جديدا بالتضامن في الداخل لا ينبغي أن يمتد إلى تنظيم القاعدة.
وأضاف "نعم هؤلاء أبناء حضرموت لكنهم ينتمون إلى منظمة إرهابية. إنهم يقتلون الناس من حضرموت ويسرقون البنوك ويزرعون الرعب والخوف".
ويقول سكان المكلا وغيرها من المدن إن مقاتلي القاعدة أصبحوا يتسمون بالجرأة في الأسابيع الأخيرة ويقومون بأعمال التجنيد علنا في التجمعات. وخلال أحد التجمعات حدد مغن جهادي أسماء مسؤولين سياسيين وأمنيين على قائمة الاغتيالات.
وقد تكون جرأة المقاتلين سببا وراء قيام وحدات الجيش بالتخلي سريعا جدا عن المحافظة.
وقال مسؤول عسكري محلي "سلمت الوحدات العسكرية على طول ساحل حضرموت قواعدها لرجال القبائل وعادوا إلى محافظاتهم الأصلية خوفا من التعرض للهجوم من قبل تنظيم القاعدة".
وينحدر مقاتلو القاعدة في المنطقة في الغالب من القبائل المحلية التي يبدو أنها تبارك في بعض الحالات أو على الأقل لا تمانع في انضمام أبنائها للجماعة المتشددة.(رويترز)