الرئيسية مقالات واراء
حتى السياسات المعقّدة في المنطقة هي عبارة عن مشكلات زوجية، لكن على مستوى أكبر، فالثوابت واحدة؛ حدود، نفوذ، مصالح، اقتصاد، تفاوض، وتصالح أو حرب.
**
لم تكن الخلافات بينهما تحتاج إلى وقود كبير حتى تستعر، «قشة» من كلام التحدي كانت كفيلة بأن توقد رفع الصوت فالتهديد ثم القطيعة، ثم لمّ الأغراض في حقيبة مربّعة في منتصف الليل ثم المغادرة إلى بيت الأهل بصورة مفاجئة، بالمناسبة أعتقد أن الصينيين صنعوا تلك الحقائب «الكروهات» المربّعة خصيصاً للزعلانات في الشرق الأوسط، لأنني لم أرَ زعلانة - أو أسهمت بحسن نية في إيصالها إلى ذويها - إلا واصطحبت معها تلك الحقيبة الغريبة.
تطول زيارة المرأة إلى بيت أهلها، لتعترف بعد اليوم الثالث والثلث بأنها على خلاف مع زوجها، وتحاول أن تثبت بكل ما أوتيت من بلاغة ودموع وقدرة على الاستعطاف، أن تصف زوجها بالشيطان الأكبر الذي حوّل حياتها إلى جحيم حقيقي.. بدءاً من تجاوز «حدوده» معها.. إلى محاولة بسط «نفوذه» على البيت والتفرّد بأخذ القرارات.. إلى تفضيل مصالحه الشخصية على مصالحها كشريكة استراتيجية في جغرافيا المنزل.. إلى حصارها اقتصادياً براً وجواً وبحراً إلا من السلع الأساسية، حسب ادعائها.. وعليه فهي لن تقبل التفاوض للعودة إليه إلا إذا وقّع معها مذكّرة تفاهم جديدة، تبين واجبات وحقوق كل منهما بوضوح وإنصاف وجلاء وشفافية..
في اليوم الرابع، يحاول الزوج أن يرسل رسائل حسن نية، محاولاً أن يعيد زوجته بأقل كمية من «الشوشرة»، لكنها حتماً تتعنت، حتى تحصل على مكاسب أكثر، فيتم صدّه بقوة، في اليوم الخامس يلجأ إلى قنوات حوار من خلال وسطاء «مؤهلين» لهم مكانة عند الطرفين، لكن يتم عرض المشكلة على أنها مشكلة معقدة، والحلول تقف أمام طريق مسدود، في اليوم السادس تتدخل أطراف أكثر وأوسع تكون سعيدة بلعب دور الوسيط، وسماع القيل والقال أكثر من التوفيق بين الطرفين.. في اليوم السابع بعد أن تكف عن قرع الباب كل الوساطات، وتفشل كل مبادرات إصلاح ذات البين، تجد الزوجة تضع ملابسها في الحقيبة المربّعة نفسها وتعود إلى بيت الزوجية سراً دون أن تخبر أهلها حتى.. بعد أن تصالحا على «الواتس أب».
ما جرى بين أميركا وإيران من تفاهم أخير، بعيداً عن «العرب»، وبعيداً عن مبادرات حسن النية أو المندوبين.. تماماً هو العودة إلى الحياة الزوجية العادية دون وساطات.
الوضع الإيراني الأميركي: متّصل الآن..