الرئيسية أحداث دولية
أحداث اليوم -
يحيي فلسطينيو 48 اليوم، الذكرى الـ67 لنكبة شعبهم، في الوقت الذي تحيي فيه إسرائيل ذكرى إقامتها، تحت شعار "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وكما جرت العادة منذ ستة عقود ونيّف، يؤم الفلسطينيون في هذا اليوم بشكل خاص، قراهم المهجّرة والمدمرة.
فيما تنطلق مسيرة العودة الوحدوية الـ18، الى قرية "حدثا" قضاء طبريا تعبيرا عن رفض الفلسطينيون سياسة التهجير القسرية من قراهم ورفضا للسياسات العنصرية لدولة الاحتلال.
سعت إسرائيل في السنوات الأخيرة، الى منع احياء ذكرى النكبة في هذا اليوم تحديدا، لكنها لم تنجح أمام الأعداد المشاركة سنويا بتزايد واضح، خاصة من الأجيال الشابة والناشئة، وسنّت قانونا قبل خمس سنوات، يفرض غرامات مالية على كل مؤسسة تتلقى ميزانية من الخزينة العامة، لمنع المجالس البلدية والقروية، تمويل أي نشاطات لإحياء النكبة، لكن لا تأثير لمثل هذا القانون الانتقامي، الذي من المتوقع أن يطالب نواب اليمين المتطرف توسيع نطاقه.
ودعت لجنة الدفاع عن المهجرين في وطنهم، إلى زيارة القرى المدمرة والمهجرة صباحا، ليبدأ الآلاف مسيرتهم الوحدوية السنوية. ويشكّل اللاجئون في وطنهم من بين فلسطينيي 48 ما يزيد على 25 بالمائة، أي ما يزيد على 360 ألف لاجئ، وحسب احصائيات سابقة، هم لاجئون من اكثر من 80 قرية فلسطينية تم تدميرها، من أصل 530 قرية جرى تدميرها عام النكبة وما بعده.
وتقع قرية "حدثا" في السهل الرحب الواقع بين قرية لوبية المدمّرة، التي احتضنت العام الماضي مسيرة العودة، وبين مدينة طبريا شرقا، وأقيمت على أراضيها مستوطنتين. وحسب الموسوعة الفلسطينية، فإن "حدثا" هي كلمة سريانية بمعنى حديث أو حديثة، ويلفظ أهل القرية اسمها مع أل التعريف "الحدثة". كانت حدثا تقع على بعد 12 كيلومتر جنوب غرب طبريا. ترتفع 200 متر عن سطح البحر ومساحتها 38 دونما. لها أرض زراعية ونفوذ مساحتها 10340 دونما. وتحيط بها قرية معذر من الشمال وهي أقرب القرى إليها، وقريتا عولم وسيرين من الجنوب، وقرية الطيرة من الجنوب الغربي.
كانت القرية، المبنية بين واديين صغيرين، تقع إلى الشرق والغرب من تل صخري خفيف الانحدار، وكان يحفّ بها حوض تُغذّيه عدة أنهر صغيرة، أهمّها وادي تفاحة ووادي الحوارية، تحمل إليه مياه الأمطار من المرتفعات المجاورة فتختلط لتصب في وادي البيرة، الذي يخترق منطقة بيسان ويصب في نهر الأردن. وكانت للقرية عدة عيون ماء مثل عين أبو الرجون الواقعة إلى الغرب من القرية وعين الحوارية إلى جنوبها وعين أبو البيجان إلى شرقها وعين الحجل إلى شمالها وعين البلد في مركزها.
في العام 1948، كانت تعد القرية ما يزيد على 600 نسمة، وكانت تزرع حوالي 8400 دونم من الحبوب، ونحو 200 من البساتين، وحوالي 230 دونما من الزيتون. وفي يوم 12 أيار، هاجمت العصابات الصهيونية الإرهابية القرية، وشرعت بتدميرها، واعتقلت يومها 20 رجلا، وطردت النساء والأطفال من القرية، مستخدمة كل وسائل الترهيب والرعب، لطردهم، واستولت على القرية وأراضيها.
وتميزت قرى سهل منطقة لوبية، غربي مدينة طبريا، بأن العصابات الصهيونية والمؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، اهتمت بمسح القرى عن وجه الأرض ومصادرة حجارة بيوتها البازيلتية، والمميزة.
اللاجئون من قرية الحدثا لم ينسوا قريتهم، واهتموا بزيارتها على الدوام، أما اليوم، فإنها ستشهد مهرجانا غير مسبوق، بالآلاف المؤلفة التي ستهتف للعودة والحق الذي لن يزول.(الغد)