الرئيسية مقالات واراء
يؤشر الهجوم الانتحاري على طريبيل نقطة المعبر الحدودي العراقي معنا، وقبله الهجوم على نصيب نقطة المعبر السوري معنا، والسيطرة المسلحة على الجزء السوري من هضبة الجولان المحتلة.. وهي عملياً حدود مع اسرائيل. والتحرك المُسلّح المعارض على طول حدود عكار والقلمون اللبنانية السورية.. أن هناك هدفا خطيرا للمعارضات السورية والعراقية اهمه الأثر النفسي الذي يحدثه عدم وصول السيادة الوطنية الى نقاط التماس مع العالم الخارجي، والاثر الفعلي لقطع الاتصال التجاري فيما يشبه الحصار الاقتصادي الذي يفرضه الداخل على الدولة.. الى جانب اي اجراء تتخذه القوى الدولية بشكل عقوبات عبر الأمم المتحدة او عبر السياسات المعادية.
لقد ركزنا في هذا المطلع على سوريا والعراق ولبنان لكن تلاشي سيادة الدولة يشمل كل حدود العراق الشمالية والشرقية، وكل حدود سوريا مع تركيا والعراق وكل حدود لبنان الشرقية.
وهذا موضوع قد لا تشغل دمشق وبغداد نفسها به، وتحاول لبنان الالتفاف حوله دون جدوى. لكن الواضح انه يأكل من الانظمة السياسية، ويأكل من الاقتصاد والظروف المعاشية للشعوب المنهكة التي تبحث عن خلاص تارة باللجوء الى البلدان المجاورة، وتارة عن طريق البحر باتجاه اوروبا.. وها هم قادة اوروبا يدرسون كيفية سد البحر من طوفان بشري يصل نصفه الشواطئ في حالة تعيسة، ويغرق نصفه في قاع المتوسط.
لقد كنا خلال السنوات الطويلة نداري الوضع الشائه على حدودنا الشمالية والشرقية.. لنقدم المساعدة الانسانية، ولنصدر منتجاتنا الزراعية الى اسواق هي بحاجة ماسة لها. وكنا نسمع من نظام الاسد اننا ندرب ونساعد المعارضة المسلحة وندخلها عبر الحدود.. وكان المواطن السوري، قبل غيره، لا يجد لهذه الاتهامية السخيفة اي مكان للواقع، وكان يعرف ان النظام المتهاوي يبحث عن مبررات لعجزه، ولشراسته في تدمير مدن وقرى سوريا وقتل شعبها.
كانت سياستنا مع الحدود المضطربة هي الابقاء على نقاط الحدود مع الدولة.. دولة سوريا ودولة العراق، فالتعامل مع الدول حتى المتهالكة منها افضل واسهل واقرب الى احترام الذات، وقد بذلنا مع العراقيين اقصى ما نستطيع لابعاد داعش عن حدودنا واستقبلت عمان قادة السُنّة وقادة الشيعة وتستقبل قادة الكرد.. ويحمل وزير الخارجية رسائل الى روحاني، وينشط سفيرنا الشاب في طهران، فمصلحتنا هو العراق المستقر الذي يسيطر على عاصمته وحدوده، ومصلحتنا سوريا مستقرة، وقد اقمنا من جهتنا خطوط نار لا تستطيع عصابات الارهاب اجتيازها، لكننا لسنا معنيين للدفاع عن انظمة غير قادرة على التعامل مع شعوبها باللين والسياسة والقناعة.
لماذا نحمي نظام الأسد، ونظام المحاصصة المذهبية في بغداد؟
نحن معنيون ببلدنا فقط، ونساعد في حدود سياستنا التقليدية التي لم تتغير منذ وضع الشهيد عبدالله بن الحسين اول لبنة في بناء الدولة الاردنية، وعلى الآخرين ان يُقلعوا شوكهم بأيديهم؟