الرئيسية مقالات واراء
تقول الحكاية الشعبية التي رواها صديقي العزيز موسى الأعرج :
أن نسوة القرية اجتمعن كما هي العادة في أحد الأعراس،وبدأن أثناء تحضير طعام العرس - ومن باب التسلية- كل تغني وتمجّد أخاها عله ينال من هذا التمجيد عروساً تليق به من بين الحاضرات او على الأقل المساهمة في صناعة «صيت» و»هيبة» للمتغنى به ولو كان الرجل في الواقع «سلامتك «، كان الغناء يتم بالترتيب وكل واحدة من النساء تحاول ان تضيف شطراً جديداً في الأغنية يحمل صفات مختلفة تعزز «الهيبة» لأخيها ، لكن كان من بين الحاضرات امرأة لا تحسن الغناء فصوتها مثل «المكنسة الكهربائية» كما ان ملافظها «دبش» ، لكنها غارت من غناء جاراتها على أشقائهن ، وحاولت أكثر من مرة ان تمتدح هي الأخرى أخاها «بهلول « ولم تجد طريقة مناسبة فلا صوتها ولا مخزونها اللغوي يساعدانها في ذلك الموقف ..أخيراً اهتدت الى حلّ معقول ، فصارت تجلس بجانب كل واحدة تغني ....وكلما ذكرت المغنية اسم اخيها..كانت تقول الحجة: «وبهلول معه».
***
قرأنا في الأخبار أول أمس ان بعض أعضاء مجلس النواب تقدموا بمذكرة تطلب بعض التعديلات الدستورية لتفعيل العمل البرلماني وتعزيز «هيبة» مجلس النواب..معتبرين أن الصلاحيات الدستورية الحالية للمجلس قاصرة ولا تعطي «الهيبة» اللازمة من رقابة وخلافه..
من وجهة نظري الأمر ليس بحاجة إلى تعديل دستوري ،ضعوا الوطن نصب أعينكم «تأتيكم» الهيبة،نحّوا مصالحكم الشخصية جانباً تأتيكم الهيبة،لا تضيعوا الجلسات «تأتيكم» الهيبة، احترموا ناخبيكم «تأتيكم» الهيبة، اصنعوا قانون انتخاب يحمي الوطن ويقوي خاصرته التشريعية :تأتيكم» الهيبة، ارفعوا الغطاء عن الحكومات العاجزة تأتيكم الهيبة، التزموا بقضايا الناس وكراماتهم «تأتيكم»الهيبة..
الهيبة لا تأتي من مادة في دستور..الهيبة تأتي من «سلوك» يجلب الهيبة!.