الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    من يشتري أحلامي بشيكات مؤجّلة .. ؟!

    ليس لديّ ما أبيعه ..بل لم يتبقَ لديّ ما أبيعه ..بل ليس لديّ ما يستحقُ البيع ..بل لا أفهم في البيع أساساً ..وقد قلتُ لكم ألفَ مرّة : عقليتي ليست تجارية ..ولو درّبتموني مليون مرّة على البيع و الشراء سأبقى الفاشلَ الغارقَ بوحل الخسارات ..! هناك صفات للبائع لا يمتلكها مثلي ..صفات (سريّة) ..من أهمها (المعدة الجرباء) التي لا تشبع و التي تؤدّي بالبائع إلى التدريب على ( اللهط) دون مضغ و دون أن يترك وراءه شيئاً للجائعين ..وأنا لستُ كذلك ..أنا كالبقيّة الطيبين عند الطعام أسأل : أين فلان و فلان ..واعزلوا حصّة لفلان ..! البائع و الشاري ..ليس من يدخل السوق و يتسوّق ..بل من يمتهن بيع الأوطان و شراء الذمم ..و أنا منذ صحوت مثل البقية قانع بنصيبي من وطني وأحافظ عليه ..ما أكذبني !! لأني لا أحافظ عليه بل أحاول أن أحافظ عليه ..وأعتقد جازماً أنني فشلتُ في هذا ..لأن عقليتي مش تجاريّة ..! مشكلتي أن وطني يُباع و يُشترى ..هذا الوطن العربي الكبير الممتد من حدود اللعنة و المنتهي عند حدود الدم كل يوم وليلة ولحظة ..!! مشكلتي أنني رفضتُ أن أدخل مع وطني سوق النخاسة وهم يقتادونه مربوط اليدين إلى الخلف ومعصوب العينين ..! مشكلتي أنني هربتُ وهم يبحثون عنّي كي يكلبشوني معه ..!! لا تعتقدوا بأنني جبان ..بل لأن عقليتي مش تجاريّة ..! وليس لديّ ما يباع ..كل ما أملكه (وطن) وشويّة مبادئ تكدّس عليها الغبار و الصدأ و قليل من الأحلام التي شاخت ...أما الوطن فقد اقتادوه إلى جهة غير معلومة ..و المبادئ تخوزقت ولا ينظر إليها أحد ..وأحلامي هي المعروضة للبيع ولم يعد يطمع بها أحد ..حتى أنا لم أعد أستلذّ بها ..وهناك من يحاول أن يقنعني بأنها ماتت ..وأنا ما زلتُ أصرّ على أنها في عزّ شبابها ولكنّي لا أعرف البيع كي أبيع لأن عقليتي مش تجاريّة .. أمامك خياران : إمّا أن تشتروا أحلامي ولو بشيكات مؤجّلة ..أو تجعلوني أزور وطني مرّة واحدة كي آخذ أمانتي التي عنده : قلبي ..!! وبعدها افعلوا به ما تشاءون ..!!





    [29-04-2015 10:27 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع